أعلنت وزارة الداخلية السورية إلقاء القبض على أحد سجّاني سجن صيدنايا المتورطين في تنفيذ إعدامات ميدانية، مؤكّدة أنه جرى توقيفه بعد عمليات بحث وتحرٍّ مكثفة.
وقالت الوزارة في بيان صحافي إنّ وحدات فرع مكافحة الإرهاب في محافظة حلب، بالتعاون مع كوادر قيادة الأمن الداخلي، ألقت القبض على محمود علي أحمد، وذلك استنادًا إلى مذكرة توقيف صادرة عن النيابة العامة.
وأضاف البيان أنّ التحقيقات الأولية كشفت أنّ الموقوف بدأ خدمته ضمن سرية الحراسة الخاصة بالسجن، قبل أن يُعيّن لاحقًا سجانًا في ما يعرف بـ"السجن الأحمر" داخل صيدنايا، حيث ثبت تورّطه في تنفيذ إعدامات ميدانية، ونقل جثامين معتقلين قضوا تحت التعذيب ودفنهم في مقابر جماعية، إضافة إلى مشاركته في تعذيب عدد من المحتجزين.
وأشارت الوزارة إلى أنّ الموقوف أُحيل إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، تمهيدًا لإحالته إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مؤكدة استمرار الجهود في ملاحقة كل من يثبت تورّطه في الانتهاكات.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت قبل أسابيع إلقاء القبض على اللواء أكرم سلوم العبد الله، وهو ضابط في نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لتنسب إليه بدوره انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين في سجن صيدنايا.
وتفيد تقارير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأنّ آلاف المعتقلين في صيدنايا أُعدموا بشكل موجز من دون اتباع الإجراءات الواجبة، ولم تُبلَّغ عائلاتهم بوفاتهم، فيما مُنعت الجهات الوطنية والدولية من الوصول إلى السجن. وأكّد مفوّض حقوق الإنسان فولكر تورك أنّ ما حدث في صيدنايا يجب أن يشكّل درسًا لعدم تكرار مثل هذه القسوة.