المحلية

placeholder

وليد خوري

ليبانون ديبايت
السبت 15 تشرين الثاني 2025 - 12:33 ليبانون ديبايت
placeholder

وليد خوري

ليبانون ديبايت

السنة يضربون من بيتهم في انتخابات نقابة المحامين في بيروت

السنة يضربون من بيتهم في انتخابات نقابة المحامين في بيروت

"ليبانون ديبايت" - وليد خوري


في مشهد يعكس أزمة عميقة داخل البيت السني، تشهد انتخابات نقابة المحامين في بيروت تصدعات خطيرة تهدد بتمزق النسيج الداخلي لأبرز مكونات هذا القطاع المهني. فما كان يُفترض أن يكون معركة نقابية تخضع لاعتبارات الكفاءة والتمثيل المهني، تحوّل إلى ساحة لتصفية الحسابات وتطبيق سياسة "العقاب الجماعي" داخل البيت الواحد.

الاتفاق الخفي: نقيب عامل ومرشح طموح وأجندة عقابية


يكشف تتبع خيوط المشهد الانتخابي عن اتفاق غير مكتوب بين النقيب العامل فادي مصري والمرشح لمركز النقيب إلياس بازرلي، يهدف إلى تأديب حزب المستقبل عبر حرمان مرشحه توفيق النويري من أي فرصة للنجاح. هذه الآلية التصويتية المُحكمة صُممت لضمان إقصاء النويري، في سيناريو يعيد نفس مشهد الإقصاء الذي طال أمين السر السابق المحامي جميل قمبريس في معركة نقابية سابقة، عندما تمت التضحية به لصالح وصول المحامي سعد الدين الخطيب إلى عضوية المجلس، عبر الفريق نفسه والأدوات ذاتها.


العزل المتعمّد: توفيق النويري ضحية حرب داخلية


اليوم، يُترك توفيق النويري وحيداً في الساحة، من دون دعم حزبي واضح، في وقت تُرفع فيه شعارات الأحزاب عالياً. هذا العزل المقصود تتحمل مسؤوليته بشكل أساسي قيادة حزب المستقبل، التي تظهر وكأنها تعاقب مناضليها بدلاً أن تدعمهم، في سياسة عقابية غامضة الأهداف تخدم أجندات خارجية أكثر مما تخدم مصلحة الحزب أو المكون السني.

ولا يقل مسؤولية عن هذا المشهد المحزن أمينة السر الحالية في النقابة مايا شهاب، التي وضعت كل أوراقها في سلة النقيب العامل فادي مصري لتأمين فرص نجاحها، متجاهلة أنها مدينة برد الجميل للنقباء السابقين الذين أمنوا وصولها في الدورة الماضية ولا بد لها من الأخذ بنصيحتهم والوقوف على خاطرهم وإلا فانها ستتحمل مسؤولية مباشرة في اقصاء العضو السني عن مجلس نقابة المحامين في بيروت هذا العام تماما كما يتحمل حزب المستقبل تلك المسؤولية نتيجة ما فعله بالمرشح توفيق نويري.


ثمن الفوز: تحالفات هجينة وأجندات شخصية


يبدو أن النقيب العامل فادي مصري عازم على تحقيق الفوز لمدير حملته الانتخابية في العام 2023، إلياس بازرلي، بغض النظر عن الثمن. فلو تطلب الأمر التحالف مع الشيطان، كما يبدو من خلال التحالف الرباعي غير المسبوق الذي يجمع بين تيارات متعارضة في المبادئ والمواقف، فإن ذلك مقبول في سبيل تحقيق الهدف، فالكتائب والتيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله يدورون كلهم في فلك واحد بسياق غير منطقي ويضاف اليهم تحالف الأحزاب الوطنية التي يأتي على رأسها الحزب السوري القومي الاجتماعي.

هذا التحالف الهجين، الذي يضم أطرافاً لا يجمع بينها سوى الرغبة في منع وصول مرشح معين، يكشف أن المعركة النقابية فقدت جوهرها المهني لتصير أداة للصراعات الشخصية والانتقام الحزبي.


لماذا الصمت؟ سؤال ينتظر إجابة


يبقى السؤال الأبرز: لماذا لا تتدخل قيادات الأحزاب لضبط إيقاع عناصرها الذين يطعنون بعضهم بعضاً في معركة نقابية لها قيمتها ورموزيتها؟ ففي وقت يفترض أن يكون التماسك الداخلي هو سيد الموقف، نجد أن البيت السني يضرب نفسه بنفسه، في مشهد يؤكد أن الخطر الحقيقي لا يأتي دائماً من الخارج، بل من الداخل.

إن معركة نقابة المحامين في بيروت لم تعد مجرد استحقاق انتخابي عادي، بل أصبحت مرآة تعكس أزمة التمثيل والقيادة داخل المكون السني في ظل غياب الرئيس سعد الدين الحريري، وأداة كشف عن عمق الانقسامات التي قد تدفع الثمن الأغلى المتمثل بفقدان التمثيل الحقيقي للسنة في إحدى أبرز النقابات المهنية في لبنان.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة