كشفت مصادر دبلوماسية لـ"عربي بوست" أن الموفدة الفرنسية آن كلير لوجاندر وجّهت خلال لقائها وفد حزب الله سلسلة تحذيرات تتعلق بالتطورات الإقليمية، ولا سيما الدور السوري المتجدد ومسار التهدئة في الجنوب، مؤكدة أن أي صدام مع دمشق أو تصعيد على الحدود الجنوبية سيطيح بكل المسارات الدولية القائمة حالياً.
وبحسب المصادر، فإن جزءاً حساساً من النقاش تناول إشارات رصدها الحزب حول رغبة دمشق في استعادة نفوذ داخل لبنان. وأكدت لوجاندر للوفد أن سوريا “غير معنية” بالتدخل في الشؤون اللبنانية، مشيرة إلى وجود تفاهم غربي–عربي يمنع أي عودة سورية مباشرة إلى الساحة اللبنانية. واعتبرت أن أي توتر بين الطرفين سيعطّل الجهود السياسية التي يعمل عليها المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل اعتبار استقرار دمشق جزءاً من الأمن الإقليمي.
وترَكّز الجانب الأبرز من الاجتماع على الوضع في الجنوب، حيث قدّمت لوجاندر قراءة فرنسية تعتبر أن إسرائيل تخرق اتفاق وقف النار الموقع في 27 تشرين الثاني 2024، في وقت يلتزم حزب الله ببنوده، ولا سيما ما يتعلق بتسليم السلاح جنوب الليطاني للجيش اللبناني.
وتضيف المصادر أن باريس تخشى من أنّ استمرار الخروقات قد يقود إلى سيناريوهات ميدانية خطيرة خلال الأسابيع المقبلة، ولذلك تعمل على تفعيل دورها داخل لجنة "الميكانزيم" لمنع انفجار الجبهة، معتبرة أن أي تصعيد سيهدد مسار التهدئة الممتد من غزة إلى دمشق وصولاً إلى بيروت.
في المقابل، عرض حزب الله للموفدة الفرنسية تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، مؤكداً أنه لا ينوي فتح الجبهة الجنوبية طالما الاتفاق قائم، لكنه شدّد على أنه "لن يقف مكتوف اليدين" إذا واصلت إسرائيل انتهاكاتها أو اتخذت حكومة بنيامين نتنياهو قراراً بالذهاب نحو مواجهة أوسع مع لبنان.
الـــمــــزيــــــــــد
