أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إيران وحزب الله يعيدان بناء نظام تهريب جديد يمر عبر دول أخرى، مستندين إلى مسارات بحرية، وعملات مشفّرة، وشبكات لنقل الأسلحة، ومئات ملايين الدولارات.
وأوضحت الصحيفة أن النظام الذي يجري تشييده يعتمد على وسائل التفافية بعد تضرّر المسارات التقليدية خلال الحرب. وكانت الصحيفة نفسها قد نقلت في وقت سابق عن مصادر أمنية إسرائيلية أنّ الاستخبارات الإسرائيلية رصدت نقل أسلحة وتدريبات ميدانية جديدة لحزب الله، بعضها يتم – وفق الرواية الإسرائيلية – بتعاون من الجيش اللبناني.
كما سبق أن أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أنه "إذا لم يقم الجيش اللبناني بتفكيك "حزب الله" فستهاجم إسرائيل بدعم أميركي مواقع الحزب في جميع أنحاء لبنان بما في ذلك بيروت".
وفي السياق، كانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد نشرت تقريرًا موسّعًا للكاتب رون كريسي، كشف فيه أن إيران تواصل تزويد حزب الله بالسلاح والأموال رغم إغلاق المسارات التقليدية بعد الحرب، وحظر الطيران الإيراني إلى لبنان، وسقوط نظام بشار الأسد الذي كان يشكّل الحلقة الأهم في شبكة التهريب.
وبحسب التقرير، ورغم تصفية أبرز المسؤولين الإيرانيين عن نقل المال والسلاح إلى حزب الله، وإقفال الطرق الجوية والبرية التي استخدمتها طهران سابقًا، فإن الحرس الثوري الإيراني والحزب تمكّنا خلال العام الماضي من إعادة بناء منظومة تهريب بديلة تعتمد على دول وسيطة وشبكات تحويل أموال، بما فيها وكالات صرافة وعملات رقمية.
ووفق وزارة الخزانة الأميركية، فقد حوّلت إيران منذ مطلع العام نحو $1 مليار لصالح حزب الله بهدف إعادة بناء قدراته العسكرية بعد تضرّره في المواجهة مع إسرائيل، موضحة أن التمويل جرى عبر شبكات مالية تبدو شرعية تُستخدم لإخفاء مصدر الأموال ووجهتها. وحذّرت الوزارة من أن هذا النموذج المالي يُهدّد استقرار النظام المصرفي اللبناني.
كما نقلت "معاريف" أن زيارة وفد أميركي رفيع إلى بيروت الأسبوع الماضي حملت رسالة واضحة للرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ومسؤولين آخرين، مفادها: قطع مصادر تمويل حزب الله بالتوازي مع جهود نزع سلاحه. وذكرت التقارير أن الوفد منح لبنان مهلة حتى نهاية السنة لإقرار الإصلاحات وتشديد الرقابة على شركات تبييض الأموال، محذّرًا من أن واشنطن قد "تتخلى عن لبنان لمصيره" في حال عدم التنفيذ.
ويؤكد التقرير أن حزب الله بدأ فور سريان وقف إطلاق النار قبل نحو عام محاولة إعادة بناء قوته عبر ضخّ الأموال الإيرانية وتهريب الأسلحة. لكن بعد أسبوعين فقط من الهدنة، وبينما كان الحزب يحاول استعادة خطوط الإمداد عبر سوريا، سقط نظام بشار الأسد، وخرجت سوريا فعليًا من معادلة التهريب، بعدما أعلن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع أنه لن يسمح بمرور السلاح الإيراني إلى لبنان.