نظّم "حزب الله" احتفالًا تكريميًا لشهداء بلدة الحلوسية الجنوبية، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، ورئيس بلدية الحلوسية سلمان حرب، إضافة إلى عائلات الشهداء، وعدد من علماء الدين والفاعليات والشخصيات، وحشود من أبناء البلدة والقرى المجاورة.
استُهلّ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب جشي كلمة باسم "حزب الله"، أشار فيها إلى استمرار الضغوط الأميركية على لبنان ضمن ما وصفه بسياسة "العصا والجزرة"، معتبرًا أن واشنطن تضع لبنان أمام خيارين: إمّا السير في "ركب السلام الموهوم" والتخلي عن المقاومة وعدم تسليح الجيش بما يمكّنه من مواجهة إسرائيل، وفق ما ورد في تصريحات المبعوث توم براك، أو أن تتحرك إسرائيل منفردة لنزع سلاح المقاومة.
وقال جشي إن المنطق الأميركي يقوم على مطالبة لبنان بدفع "ثمن كبير" وتحمّل أضرار بالغة، وإن على الجيش اللبناني – وفق الطرح الأميركي – تولّي مهمة نزع سلاح المقاومة بالقوة، معتبرًا أنه لا مشكلة لدى الولايات المتحدة وحلفائها في انزلاق اللبنانيين إلى الاقتتال الداخلي. وأضاف أن المسؤولين الأميركيين أعلنوا صراحة عن فرض "السلام بالقوة" في المنطقة، مشيرًا إلى تصريحات وزير الحرب الأميركي في هذا السياق.
ورأى جشي أنه وفق المنطق الذي يقبله العقلاء، فإن السلام يتحقق بإرادة دولتين وبما يخدم مصالحهما، وليس بفرضه بالقوة من طرف أقوى على طرف آخر، معتبرًا أن هذا النوع من "السلام" لا يعدو كونه خضوعًا واستسلامًا. ولفت إلى أن تصريحات براك، التي تحدث فيها عن "وهم السلام" وهدف "الإخضاع"، تؤكد هذا التوجّه.
وأضاف أن غياب القدرات لدى لبنان لمواجهة هذه المشاريع، هو ما تريده الولايات المتحدة، ما قد يدفع البلاد إلى الخضوع لإملاءات العدو. وأكد أن إسرائيل "طامعة بالأرض والمياه والثروات اللبنانية" ولا تقيم وزنًا لأي اعتبارات دولية أو أخلاقية.
وتطرّق جشي إلى اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة، معتبرًا أن مصر والأردن لم تحصدا الرفاهية الموعودة بعد عقود من توقيعهما، وأنهما تواجهان اليوم ضغوطًا وأزمات اقتصادية كبيرة، الأمر الذي يستدعي – وفق قوله – قراءة لبنانية مختلفة للمسار المطروح.
وأشار إلى أن المشكلة مع إسرائيل "وجودية" وليست سياسية، وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض رغم محاولات طمس حقهم، مشددًا على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم يجب أن يكون درسًا للبنانيين.
وختم جشي بالتأكيد أن "حزب الله" سيواجه ما وصفه بـ"مشروع السلام الأميركي – الإسرائيلي الزائف"، معتبرًا أن وجود إسرائيل يمثل "خطرًا وجوديًا" على لبنان وشعبه وثرواته، وأنه لا إمكانية للتعايش معها. وشدد على أن "الضمانة الوحيدة" للبنانيين تكمن في التمسك بوحدتهم وعناصر قوتهم، ردعًا لأي اعتداء محتمل.
الـــمــــزيــــــــــد
