تمكّنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في كانون الثاني الماضي، من كشف شبكة تعمل على ترويج وتهريب المخدرات إلى الخارج، وتضم لبنانيين وأشخاصًا من الجنسية الألمانية. وقد حاول أفراد الشبكة تهريب لوحة فنية تحتوي على كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون، وكانت وجهتها المملكة العربية السعودية.
ثمانية من أصل 17 شخصًا من أفراد الشبكة، بينهم ألمانيان وعنصر جمارك في مفرزة الاستيراد والتصدير في مطار بيروت، جرى توقيفهم. ومثل هؤلاء أمام المحكمة العسكرية برئاسة العميد وسيم فياض، وحضور مفوّض الحكومة القاضي زياد الدغيدي، كما استمعت المحكمة إلى إفادة شاهد يعمل في مجال شحن وتخليص البضائع.
وتبيّن أنّ الشبكة كان يديرها المتهم الفار عيسى ج. الذي يعمل في تجارة وتهريب المخدرات. وقد استعان بعنصر الجمارك الموقوف نبيل ش. الذي أفاد بأنّ جاره الموقوف حسن ج. طلب منه المساعدة في شحن لوحة فنية إلى السعودية بناءً على طلب المتهم الفار حسن ش.. وأوضح نبيل ش. أنه تواصل مع أحد العاملين في الشحن إلى المملكة، إلا أنّ الأخير طلب تعهّدًا بخلوّ اللوحة من المخدرات ومبلغ 1500 دولار.
وأشار نبيل ش. إلى أنّ حسن حضر لاحقًا برفقة الموقوف نسيم ش. وأبلغه بأنّ الأخير هو صاحب اللوحة، مضيفًا أنّ العملية نُسّقت على أساس أنّ اللوحة “ثقيلة” و”مخططة بالذهب”. ويوم الشحن، أوقِف عنصر الجمارك من قبل شعبة المعلومات، مؤكّدًا أنّ حسن ش. أبلغه بشحن لوحة قبل أسبوع إلى السعودية، وكان يرافقه شخص ألماني هو المتهم الفار يانيك هوفمان. ونفى علمه بوجود مخدرات داخل اللوحة.
كما استمعت المحكمة إلى الشاهد الذي أوضح أنّ الموقوف ربيع م. تواصل معه بصفة وسيط لشحن اللوحة، وأرسل له صورة عنها، وطلب منه هوية صاحبها بهدف الحماية، مشيرًا إلى أنّ دوره اقتصر على التنسيق كخدمة شخصية.
وأفاد الموقوف حسن ج. بأنّ حسن ش. تواصل معه للحصول على رقم نبيل ش. لحلّ مشكلة شحن، ونزل معه ومع نسيم ش. إلى المطار، نافياً أي ارتباط له بالمخدرات.
واعترف الموقوف نسيم ش. بأنّه، إلى جانب عيسى ج. وحسن ش.، كان على علم بمحتوى اللوحة، وأشار إلى محاولة سابقة لشحن لوحة عبر الألماني هوفمان لم تنجح. وذكر أنّ حسن ش. كان يؤمّن ألمانًا لغرض تهريب المخدرات إلى السعودية لصالح عيسى ج.
كما أفاد الموقوف أدهم ع. بأنّ هوفمان شريكه في محل إلكترونيات، وأنّ حسن ش. عرّفه على عيسى ج. في الشراونة خلال شراء مخدرات للتعاطي الشخصي، مؤكّدًا أنّ هوفمان لم يأتِ إلى لبنان بسبب اللوحة، بل نتيجة توقف تحويل الأموال من المحل بسبب الحرب، قبل أن يتعرّف إلى حسن ش. الذي عرض عليه نقل اللوحة.
وأفاد الموقوف يوسف ف. بأنّ حسن ش. طلب منه التعريف على أشخاص ألمان لتهريب مخدرات إلى السعودية، وأنّ صورة الألمانية ليزا رابوسيه على هاتفه جاءت بطلب من حسن ش. لاستخدامها في سياقات تتعلق بصور فتيات.
أما الموقوف بلال ش. فأوضح أنّ شقيقه نسيم طلب منه نقل حقيبة لصالح عيسى ج. إلى الخندق الغميق مقابل 100 دولار، وأنه أوقف في اليوم التالي من دون علمه بأن السيارة تُستخدم لنقل المخدرات.
وأنكر الموقوف مهدي ج. علاقته بالملف، مدعيًا أنّ اسمه هو “صبيح”، وأنّ اعترافاته جاءت تحت تأثير التعاطي. فيما أكد الموقوف ربيع م. أنّ عيسى ج. كلفه بنقل مخدرات إلى سدّ البوشرية وتسليمها إلى يوسف ف.
وقبيل رفع الجلسة إلى كانون الثاني المقبل، قررت المحكمة تكليف شعبة المعلومات تحديد الموقع الجغرافي للمتهم مهدي ج. وباقي المتهمين منذ بداية العام الجاري.