شارك وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني في اليوم الثاني من مؤتمر Beirut One المنعقد في واجهة بيروت البحرية، بمشاركة قادة حكوميين ورجال أعمال ومستثمرين من عدد من الدول العربية، إلى جانب ممثّلين عن القطاع الخاص والاغتراب اللبناني وشركاء دوليين، في إطار الجهود المبذولة لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني بعد الأزمة غير المسبوقة والحرب الأخيرة.
وشارك رسامني في جلسة حوارية بعنوان "إعادة بناء الرصيد الرأسمالي: البنى التحتية ومشاريع الأشغال العامة الكبرى"، مؤكّدًا أنّ دخوله العمل العام يأتي من خلفية القطاع الخاص، ما أتاح له اعتماد مقاربة مختلفة ترتكز على تحليل الأرقام ووضع خطة عمل واضحة تمتد لمئة يوم. وقال: "اكتشفت خلال عملي في الوزارة أنّ لبنان بلد غني بموارده لكنه يعاني من سوء إدارة عميق، ومن تولّي غير الكفوئين إدارة المرافق العامة، ما يثقل أداء الدولة ويعرقل تطويرها. ومع ذلك، تعمل الوزارة يوميًا بوتيرة متسارعة لأن الحلول موجودة وغير معقدة متى وُضعت في المسار الصحيح".
وأوضح أنّ وزارة الأشغال تشرف على قطاعات حيوية تشمل المرافئ والمطارات، وأنها باشرت منذ اليوم الأول بوضع أهداف واضحة للعام المقبل وللخمس سنوات المقبلة، مضيفًا: "لكن يتوجب علينا قبل كل شيء رفع الإيرادات المباشرة وغير المباشرة".
وكشف أنّ هذا الهدف يرتبط بحاجة الدولة إلى تمويل القطاع العام وتحسين رواتب العاملين، معتبرًا أنّ المرافق العامة قادرة، عبر إدارة سليمة، على تأمين ما لا يقل عن مليار دولار إضافي سنويًا خلال خمس سنوات.
وشدّد على أن الإصلاح الإداري شرط أساسي لتحقيق الأهداف، لافتًا إلى أنّ الوزارة أنجزت خلال الأشهر الثلاثة الأولى تعيين الهيئة الناظمة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، ما نقل الصلاحيات من الوزير إلى الهيئة، إضافة إلى مجالس إدارة جديدة في مرفأي بيروت وطرابلس. وأكد أنّ هذه التعيينات تمت من دون تدخلات سياسية وبالاستعانة بشركات متخصصة في الاستقطاب المهني.
وتوقّع رسامني "تحوّلًا ملموسًا" في أداء المرافق خلال عام واحد نتيجة وضع الأشخاص المناسبين في المواقع المناسبة.
وبشأن ملف الجمارك، أشار إلى تعاون وثيق مع وزير المال ياسين جابر لإدخال أجهزة كشف (Scanners) بهدف رفع الإيرادات إلى نحو مليار دولار سنويًا عند إدارتها بفعالية، واستعادة ثقة الدول العربية بالصادرات اللبنانية، مع التشديد على أنّ التطوير يبقى ناقصًا من دون إصلاح البرمجيات والموارد البشرية داخل الجمارك.
وقال رسامني إنّ أصدقاء لبنان في الخارج يدركون أهميته الاستراتيجية أكثر مما يدركه البعض في الداخل، معتبرًا أن لبنان يمثّل "بوابة حقيقية بين الشرق والغرب".
وأعلن أنه وجّه كتاب إبداء اهتمام (EOI) لاستكشاف اهتمام المستثمرين في مطار رينيه معوض – القليعات، وقد جاءت الردود "فوق التوقعات" مع اهتمام واسع من شركات عربية ودولية كبرى. واعتبر أن هذا المطار، إلى جانب مشاريع أخرى كـ مرفأ جونية، يمثّل فرصة استثمارية واضحة.
وكشف أنّ جهات عدّة تبدي استعدادها لاستثمار ما يصل إلى ثمانية مليارات دولار في المرافق اللبنانية بمجرد تحسين البيئة الاستثمارية.
وختم رسامني بالتأكيد أنّ الإصلاح الجدي يبدأ من الإدارة، وأن الثقة تُبنى عبر الشفافية والكفاءة، معربًا عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة وبقدرة لبنان على تحويل موارده إلى نجاحات حقيقية عندما تتوافر الإرادة وتُزال العوائق.