المحلية

سكاي نيوز عربية
الخميس 20 تشرين الثاني 2025 - 09:29 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

من لبنان إلى سوريا… نتنياهو يوسّع نطاق الرسائل النارية

من لبنان إلى سوريا… نتنياهو يوسّع نطاق الرسائل النارية

في تطوّر ميداني وسياسي يعكس انتقالًا واضحًا نحو مستوى جديد من التصعيد، كثّفت إسرائيل ضرباتها في الجنوب اللبناني، تزامنًا مع جولة غير مسبوقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس في الجنوب السوري، وسط تنديد رسمي من دمشق.


هذا الحراك المزدوج بين الساحتين اللبنانية والسورية يطرح تساؤلات جدّية حول سقف المواجهة المقبلة، والمرحلة التي تستعد لها تل أبيب بعد انتهاء عمليّاتها في غزة.


وبعد الغارة التي استهدفت مخيم عين الحلوة، عادت إسرائيل لتضرب بلدات جنوبية عدة، مؤكدة أن عملياتها موجّهة نحو “بنى تحتية تابعة لحزب الله”، في رسائل وصفها الخبير في الأمن القومي يعرب صخر بأنها “مباشرة إلى السلطة اللبنانية”.


وأوضح صخر، في حديث لبرنامج “التاسعة” عبر سكاي نيوز عربية، أن الغارة على عين الحلوة، أكبر المخيمات الفلسطينية من حيث الاكتظاظ والمساحة، تشكّل رسالة تتجاوز الفصائل لتصل إلى الدولة اللبنانية التي بدأت قبل فترة خطوات لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات.


وأشار إلى أن السلطة اللبنانية نجحت في نزع جزء من السلاح خارج المخيمات، لكنها لم تتمكن من تنفيذه داخلها، حيث بقيت أسلحة بيد تنظيمات مرتبطة بحزب الله، بينها حماس والجهاد الإسلامي، معتبرًا أن هذا التراخي يفاقم الامتعاض العربي والدولي من بطء الدولة اللبنانية في تنفيذ قراراتها.


وأضاف أن عجز السلطة عن ضبط السلاح داخل المخيمات يثير تساؤلات حول قدرتها على تنفيذ الاستحقاق الأكبر، أي نزع سلاح حزب الله نفسه، في ظل “حماية” إيرانية واضحة له، ما يعمّق الانقسام الداخلي ويعطّل تنفيذ القرارات المرتبطة بحصرية السلاح.


وعلى الجبهة السورية، نفّذ نتنياهو وكاتس جولة في الجنوب السوري، اعتبرتها دمشق “غير شرعية” وتشكل “انتهاكًا خطيرًا لسيادتها”.


وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، تأتي الخطوة وسط تعثّر الاتفاق الأمني مع دمشق، وبعد رفض إسرائيل طلبًا سوريًا يقضي بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من مواقعها بعد سقوط نظام الأسد.


وأكد نتنياهو خلال الجولة أن حماية الدروز أولوية، ملمّحًا إلى إمكان تطوّر مهمة قواته في سوريا، في مؤشر إلى اتساع رقعة العمليات الإسرائيلية داخل الجنوب السوري وربطها مباشرة بالوضع في لبنان.


ويرى صخر أن وجود نتنياهو في منطقة التغلغل الإسرائيلية داخل الجنوب السوري يحمل دلالات على انتقال إسرائيل نحو “مرحلة ثانية” من التصعيد تشمل الجبهتين معًا.


وفي موازاة ذلك، أعلنت الشاباك والشرطة الإسرائيلية توقيف مجموعة من سكان شمال إسرائيل، بينهم جنود احتياط ومدنيون سوريون، للاشتباه بتهريب أسلحة من سوريا عبر قرية “حجر” القريبة من الجولان.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن المجموعة حاولت إدخال شحنة تضم متفجرات وقذائف “آر بي جي” وبنادق هجومية وذخائر.


من الجانب السوري، أكد مصدر أمني لسكاي نيوز عربية أن دمشق تتوقّع ارتفاع وتيرة المواجهة مع ما وصفها بـ“الشبكات المسلحة”، ولم يستبعد تورط إيران في تحريك بعض المجموعات، مشيرًا إلى امتلاك دمشق معلومات حول آليات تحركها وتمويلها.


وعلى المستوى العسكري، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نية الجيش الإسرائيلي الإبقاء على نحو 60,000 جندي احتياط في الخدمة بشكل دائم اعتبارًا من العام المقبل، في ظل تقديرات بأن تل أبيب تستعد لعام من “نشاط أمني عملياتي مكثّف”.


ورأى صخر أن هذه الخطوة تندرج ضمن ملامح “مرحلة ثانية” من التصعيد، تعتمد على رفع مستوى الاغتيالات والاستهدافات بعد المرحلة الأولى التي أعقبت الحرب على غزة.


وأشار إلى أن اتفاق 27 تشرين الثاني منح إسرائيل هامشًا واسعًا للرقابة على نشاط حزب الله عبر لجنة “الميكانيزم”، المكلّفة بمراقبة وقف إطلاق النار ومتابعة مراحل نزع السلاح جنوب الليطاني.


لكن صخر أكد أن تباطؤ السلطة اللبنانية في تنفيذ مراحل نزع السلاح، والتفافها على بعض القرارات، سمح لإسرائيل بتوسيع دائرة نشاطها، معتبرًا أن واشنطن بدأت تظهر انزعاجًا واضحًا من هذا البطء، خصوصًا مع رصد تحايلات على الآليات والمهل المحددة.


ويخلص صخر إلى أن وجود نتنياهو في الجنوب السوري يؤشر إلى استعداد إسرائيل لـ“استكمال الحرب على كل الجبهات”، مرجّحًا أن تشهد المرحلة المقبلة ربطًا عملياتيًا بين جبهتي جنوب لبنان وجنوب سوريا، بما قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع إذا استمرت التعقيدات السياسية والأمنية على الحدود الشمالية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة