وفي حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أكد رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد أنّ ما يجري ليس "تحرّكًا رمزيًا" كما يحلو للبعض توصيفه، بل صرخة غضب تمثّل كل معلم وموظف بات عاجزًا عن تأمين أساسيات حياته اليومية وسط انهيار غير مسبوق، متّهمًا الحكومة بـ"التقاعس الفاضح" وترك القطاع التربوي ينهار أمام أعين الجميع دون خجل أو مسؤولية.
انهيار اقتصادي خانق… وحكومة غائبة عن الوعي
جواد شدّد على أنّ رواتب المعلمين تحوّلت إلى فتات لا يكفي سوى أيام معدودة، وأن الدولة لم تقم بأي خطوة جدية لإعادة تصحيح الأجور أو دعم الصناديق. وسأل بحدة: "كيف يُطالَب المعلم بالالتزام بمدرسة لا يستطيع أصلاً الوصول إليها؟ وكيف يمكن الحديث عن استمرارية التعليم بينما الدولة تتعامل معنا كعبء، لا كركائز أساسية للقطاع العام؟".
وأشار إلى أنّ الروابط لم تعد قادرة على الصمت فيما الأساتذة يغرقون في العوز، مؤكدًا أنّ يوم غد سيكون بداية مسار تصعيدي هدفه إلزام الحكومة على الإصغاء وانتزاع الحقوق بالقوة الشعبية.
"شرارة أولى" لتحرك أكبر
وأكد جواد أنّ اعتصام الغد هو:
تحرّك تأسيسي لمرحلة جديدة من المواجهة
رسالة سياسية مباشرة للحكومة بأن القطاع التربوي لن يبقى صامتًا
بداية خطوات أكثر حدّة ستُعلن الأسبوع المقبل إذا لم يتم التجاوب مع المطالب.
وأشار إلى أنّ الروابط تتجه نحو تحرك أوسع وأشد قسوة قد يشمل شلّ العمل في المدارس، وصولًا إلى مقاطعة الامتحانات والدوام، إذا استمرت الحكومة في تجاهل المطالب الأساسية.
ودعا جواد جميع الأساتذة والمعلمين إلى المشاركة الكثيفة في اعتصام الغد، معتبرًا أنّ "الحقوق لا تُهدى… بل تُنتزع"، وأن الاصطفاف خلف روابط القطاع العام يشكّل خط الدفاع الأول عن التعليم الرسمي وكرامة الموظفين.
في ظل غياب أي حلول حكومية وتفاقم الضغط المعيشي، يبدو أنّ الساعات المقبلة ستشهد احتقانًا تربويًا غير مسبوق، وأنّ اعتصام الجمعة قد يتحوّل إلى شرارة غضب تمتد لأيام وربما أسابيع. وبحسب ما تؤكده روابط التعليم الرسمي، فإن الرسالة واضحة: إمّا تحرك حكومي عاجل… أو تصعيد بلا سقف.