أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، خلال حفل تأبيني في حسينية بلدة لبايا في البقاع الغربي، أنّ الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة تثير سؤالًا جوهريًا حول قدرة لبنان على المواجهة، مشددًا على أن اللبنانيين "ليسوا ضعفاء" وأنهم مرّوا بظروف أشدّ قسوة، من بينها الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وتمكنوا من تجاوزها.

وقال الخطيب إنّ "الذين لا يريدون الدولة يقفون ضد الإصلاح ويعمّقون الأزمة الاقتصادية"، معتبرًا أن جهات داخلية أسهمت في ضرب الاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي لتهيئة الرأي العام للقبول بفكرة العجز أمام إسرائيل. وأشار إلى أن الشعب اللبناني "كان يعيش بنعمة"، قبل أن يُفقَر الناس ضمن مسار "ممنهج" يهدف إلى بثّ الشعور بالضعف والاستسلام.

وأضاف أنّ الشعب يواجه اليوم "حالة تخويف وإرهاب يومي" من إسرائيل، يقابلها دور لمفسدين في الإعلام والدعاية، معتبرًا أنّ الإرهاب لم يعد من السماء فقط، بل "أصبح من الداخل أيضًا" في محاولة لدفع اللبنانيين إلى التخلي عن قناعاتهم. وشدد على أن اللبنانيين "خرجوا من تحت الأرض وحرروا أرضهم" وأن المحاولات الجارية تهدف إلى طمس تاريخهم وانتصاراتهم.
وفي سياق حديثه عن سلاح المقاومة، قال الخطيب: "إذا كان هذا السلاح قد انتهى دوره كما يدّعون، فلماذا يريدون نزعه؟ هذا يعني أن دوره قائم"، مشيرًا إلى الضغوط التي تتعرض لها المقاومة وبيئتها. واعتبر أن الهدف من هذه الضغوط "كسر الإرادة"، مؤكدًا أن إرادة الناس صلبة بفضل صمودهم.
وأشاد الخطيب بصمود الأهالي في المناطق الأمامية، من بنت جبيل إلى العديسة وكفركلا وبليدا وميس الجبل، معتبرًا أنهم يدركون تمامًا "مقاصد ما يجري" رغم الأعباء الكبرى.

وعن الاستقلال والسيادة، شدد على أن الدولة الحقيقية هي التي تحفظ كرامة الناس وأمنهم والشهداء، مؤكدًا كلام رئيس الجمهورية بأن "السيادة لا تتجزأ" وأن وجود الأراضي المحتلّة يعني غياب السيادة الكاملة. واعتبر أن ما يشهده لبنان اليوم "لا يشبه الدولة"، بل يشبه "تعامل القبائل والعشائر".
وأضاف أن "عيد الاستقلال يأتي في ظل غياب الاستقلال الحقيقي"، لافتًا إلى الضغوط الخارجية المستمرة على لبنان ومحاولات فرض الاستسلام. وانتقد أداء بعض المؤسسات، معتبرًا أن البنك المركزي يطبق "إملاءات خارجية" تسهم في محاصرة جزء من اللبنانيين وتجفيف مصادر دعمهم بدل حماية الاقتصاد الوطني.
ورأى الخطيب أن الاستقلال لا يتحقق إلا بتحرير الأرض والإرادة الوطنية، مؤكدًا الحاجة إلى رفض مشاريع الفتنة والعمل للوصول إلى استقلال حقيقي.
وأشار إلى وجود حملة تستهدف رئيس الجمهورية، مؤكدًا أنهم "ليسوا من يقودها"، وأنهم يقفون إلى جانب الرئيس وإلى جانب قيام دولة حقيقية واستقلال ناجز. وختم بالتشديد على ضرورة الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، لأن لبنان "وطن نهائي لجميع أبنائه".