أفاد مسؤول أميركي، اليوم السبت، بأنّ سويسرا ستستضيف غداً الأحد محادثات تتعلق بالخطوات المقبلة لإحلال السلام في أوكرانيا، وسط ضغط تمارسه واشنطن على كييف لتقديم ردّها على الخطة الأميركية خلال الأسبوع المقبل.
وأوضح المسؤول أنّ المبعوث الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو سيصلان غداً الأحد للمشاركة في المحادثات التي تستضيفها جنيف، وفقاً لوكالة "رويترز".
من جهته، رأى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنّ التركيز يجب أن ينصبّ على محادثات جنيف بشأن أوكرانيا، مشدّداً على ضرورة إمكانية تحقيق تقدم. فيما أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، من قمة العشرين، أنّ إنهاء الحرب في أوكرانيا غير ممكن من دون موافقة أوكرانيا نفسها، مضيفاً، "لا يمكن للقوى الكبرى إنهاء الحروب متجاوزة إرادة الدول المعنية، ولا يمكن بالطبع إنهاء الحرب إلا في حال وجود موافقة غير مشروطة من أوكرانيا".
وجاء ذلك بعد إصدار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، مرسوماً لإجراء مباحثات مع روسيا والولايات المتحدة. وذكرت وكالة "تاس" الروسية أنّ زيلينسكي وقّع مرسوماً بتشكيل وفد أوكراني للتفاوض مع واشنطن وموسكو من أجل التوصل إلى تسوية تُنهي الحرب وتحقق السلام.
وبحسب الوكالة، عيّن زيلينسكي رئيس مكتبه أندريه يرماك رئيساً للوفد المؤلف من تسعة أعضاء، بينهم سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم أوميروف، ورئيس الإدارة العامة للاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أندريه غناتوف، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية أوليغ إيفاشينكو.
إلى ذلك، أعلن مكتب الرئيس الأوكراني، اليوم السبت، أنّ كييف ستتشاور مع شركائها خلال الأيام المقبلة بشأن الخطوات المطلوبة لإنهاء الحرب. وأوضح، في بيان عبر "تليغرام"، أنّ الرئيس أعطى توجيهات للمفاوضات ذات الصلة، مؤكداً أنّ أوكرانيا لن تكون يوماً عقبة أمام السلام، ومشيراً إلى أنّ ممثلي الدولة سيدافعون عن المصالح المشروعة للشعب الأوكراني وأسس الأمن الأوروبي.
وترافقت هذه التطورات مع ترحيب عدد من القادة الأوروبيين، خلال قمة مجموعة العشرين، بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهادفة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مع تأكيد أنّ الخطة المقترحة "تتطلب المزيد من العمل". وأشار القادة إلى أنّ المسودة الأميركية المكونة من 28 نقطة تشكّل أساساً يحتاج إلى تعديلات إضافية.
وتنصّ الخطة الأميركية على تنازل كييف عن منطقة دونباس شرق أوكرانيا، إضافة إلى القرم، وتجميد خطوط التماس في منطقتي خيرسون وزابوريجيا اللتين أعلنت موسكو ضمهما بشكل غير قانوني، مقابل انسحاب القوات الروسية من أجزاء أخرى في خاركيف، بحيث تسلّم أوكرانيا 2300 كيلومتر مربع لروسيا، وتتنازل عن نحو 5000 كيلومتر مربع في دونيتسك لتصبح "منطقة عازلة"، فضلاً عن 45 كيلومتراً مربعاً في لوغانسك.
في المقابل، تنسحب موسكو من أجزاء في خاركيف (2000 كيلومتر مربع)، ودنيبروبيتروفسك (450 كيلومتراً مربعاً)، وسومي (300 كيلومتر مربع)، وتشرنيغوف (20 كيلومتراً مربعاً).
كما تنصّ الخطة على تخلي كييف عن السعي للانضمام إلى حلف الناتو والاكتفاء بالاتحاد الأوروبي، وعدم الموافقة على نشر قوات دولية داخل أراضيها، وإجراء انتخابات خلال 100 يوم، على أن تقدّم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وأوضح مسؤول أميركي أنّ مسودة اتفاق السلام تتضمن التزاماً من واشنطن وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية مشابهة لتلك الخاصة بحلف شمال الأطلسي، إضافة إلى الردّ على أي هجمات مستقبلية ضد أوكرانيا، وتخصيص 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة لإعادة الإعمار.