"ليبانون ديبايت"
تتجه انتخابات نقابة أطباء الأسنان في لبنان إلى التأجيل اليوم، بعد إعلان أحزاب “القوات اللبنانية” و“التيار الوطني الحر” و“حزب الكتائب” تعليق مشاركتهم ترشيحًا واقتراعًا، في ظلّ الفشل بالتوصل إلى لائحة توافقية تجمع القوى، ما أعاد خلط الأوراق عشية الاستحقاق.
وتؤكد مصادر نقابية لـ"ليبانون ديبايت" أن هذا العام يشهد انقسامًا عموديًا حادًا ولغة طائفية غير مسبوقة، وبالتالي تغيب القضايا النقابية الخاصة بأطباء الأسنان عن المشهد، ومن هذا المنطلق أخذت معظم الأحزاب القرار بالانسحاب من الانتخابات من أجل الوصول إلى حل يضمن مشاركة عادلة من الجميع، وبالتالي فإن هناك احتمالًا لعدم اكتمال النصاب وبالتالي تأجيل الانتخابات المقررة اليوم، وقد يعلن عن تأجيل الانتخابات بعد قليل.
ويعتبر الدكتور سايد يونس من التيار الوططني الحر لت"ليبانون ديبايت" ان ما احاط باجواء الانتخابات كان معيباً ويجري حاليا العمل على معالجته ،مشيراً الى ان هناك جمعية عمومية تعقد حالياً لمناقشة كافة الحلول .
ويلفت الى ان فريقان تعنتا في موضوع الانتخابات واصرا على مرشحين محدد لمركز النقيب ، وجرت محاولات لتقريب وجهات النظر وضغوط من أجل تصويب الامور ، وللأسف انسحبت كافة الاحزاب المسيحية من الانتخابات ، ويعتبر ان ما يحصل لا يمكن لأحد ان يتحمله ، وسط اصرار من الفريق الآخر على عدم التفاوض .
وتمنى الوصول الى توافق من اجل مصلحة النقابة مذكرا بالاشكال في انتخابات النقابة السابقة منبهاً الى ان التجاذبات التي تحصل مخزية فلا يجب ان يصل الوضع النقابي
وعلى خلاف الأعوام الماضية التي اتسمت باصطفافات سياسية واضحة ولوائح مكتملة مدعومة من التحالفات التقليدية، شهدت انتخابات هذا العام تبدلًا جذريًا في المشهد النقابي.
وفي سياق الانسحابات، أصدرت الجهات الحزبية بيانات متقاربة في مضمونها، حملت مخاوف من انزلاق العمل النقابي إلى توترات طائفية وسياسية:
“القوات اللبنانية” شددت على ضرورة الحفاظ على وحدة النقابة واعتبرت أن الظروف الحالية لا تخدم المصلحة العامة، معلنة تعليق المشاركة إلى حين التوصل إلى صيغة توافقية تمنع أي احتقان داخل الجسم النقابي.
حزب الكتائب برر الدعوة إلى الانسحاب بالحرص على معايير الكفاءة والحوار البنّاء داخل النقابة، معتبرًا أن بعض الأطراف تجاوزت هذه المبادئ، ما دفعه إلى مقاطعة الاستحقاق.
التيار الوطني الحر أعلن سحب مرشحيه ودعا إلى المقاطعة، محذرًا من تحوّل الانتخابات إلى مواجهة طائفية لا تليق بالنقابة ولا بالظرف الوطني، ومؤكدًا أن المحاولات التوافقية لم تنجح في رأب الصدع.
وأعلنت جمعية الخريجين التقدميين سحب مرشحيها من المعركة الانتخابية لنقابة أطباء الأسنان، وأصدرت بيانًا جاء فيه: “بعد اتصالات مكثفة مع جميع الأفرقاء لتقريب وجهات النظر، والذهاب بتوافق عام لكسر التشنج الحاصل حفاظًا على الوحدة النقابية، تعلن جمعية الخريجين التقدميين سحب مرشحيها من المعركة وتدعو لتأجيل الانتخابات فسحًا للمجال أمام التوافق”.
هذه الانسحابات المتزامنة خلقت مشهدًا ضبابيًا دفع نحو خيار التأجيل، بعدما باتت الانتخابات مهددة بفقدان توازنها التمثيلي وميثاقيتها.