المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 24 تشرين الثاني 2025 - 07:07 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

"معاريف": تل أبيب تستعد لردّ عسكري مركّز على حزب الله

"معاريف": تل أبيب تستعد لردّ عسكري مركّز على حزب الله

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرًا موسّعًا أعدّته الكاتبة مايا كوهين، تناولت فيه تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية واستعداد إسرائيل لعملية مركّزة ضد حزب الله، في ظلّ ما تصفه المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية بـ"فشل" الحكومة اللبنانية في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بنزع سلاح الحزب.


وبحسب ما تنقله كوهين عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط، البروفيسور أمتسيا بارعام من جامعة حيفا، فإنّ الصورة التي تتكشف خلف الكواليس مقلقة للغاية، إذ يشير إلى أنّ وتيرة إعادة بناء قدرات حزب الله وتسلّحه تتجاوز بكثير وتيرة الجهود الدولية الرامية إلى تفكيك منظومته العسكرية. ويؤكد بارعام أنّ الحكومة اللبنانية تمتنع عن تنفيذ التزاماتها، رغم التعهّد الرسمي بنزع السلاح الثقيل للحزب.


ويشرح بارعام أنّ الحكومة اللبنانية قامت بـ"جزء" من واجبها جنوب نهر الليطاني، لكنّ جهودها جاءت "بنصف قوة أو أقل"، ولم ترقَ إلى مستوى التعهّد السياسي الذي قطعته أمام المجتمع الدولي. ويشير إلى أنّ نقطة التحوّل كانت خلال خطاب الرئيس اللبناني جوزيف عون في عيد الاستقلال، إذ أكّد مبدأ احتكار الدولة للسلاح، لكنّه — بحسب الإسرائيليين — "تجاهل تمامًا" التزامه السابق بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، بل ولم يذكر الحزب بالاسم.


ويضيف التقرير أنّ واشنطن كانت قد مرّرت رسائل واضحة لبيروت. إذ أكد توم باراك، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، أنّ إسرائيل قد تصعّد عملياتها إذا لم تفِ الحكومة اللبنانية بتعهداتها. ويشير بارعام إلى أنّ التطوّر الميداني الأخير — وهو الهجوم في بيروت ضدّ القيادي البارز علي هيثم طباطبايي — يعكس "تغييرًا كبيرًا في السياسة الإسرائيلية"، ويُعدّ "صفعة مؤلمة" للحزب.


ويكشف بارعام أنّ الاستراتيجية الأميركية تعتمد على الجمع بين الضغط الإسرائيلي ("العصا") وبين الدعم الخليجي — السعودي خصوصًا — الذي سيُقدَّم إلى لبنان بشرط اتخاذ خطوات عملية لنزع السلاح. لكنّه يؤكد أنّ المشكلة الأساسية تكمن في خوف الحكومة اللبنانية من الانزلاق إلى حرب أهلية إذا حاولت مواجهة الحزب. ويقول: "من وجهة نظر الحكومة اللبنانية، فإنّ حربًا بين إسرائيل وحزب الله — ولو خلّفت ضررًا — تظل أقل كلفة من حرب أهلية تبتلع لبنان كله".


ويطرح بارعام "سيناريو بديلًا" للحكومة اللبنانية، يتمثل في إطلاق "حملة إحراج علني" للحزب عبر قانون صادر عن البرلمان ينصّ على نزع سلاح كل المواطنين بلا استثناء، ثم إرسال قوة صغيرة إلى أحد أكبر معسكرات حزب الله بحضور وسائل إعلام لبنانية ودولية، لإظهار رفض الحزب الانصياع للدولة. ويرى أنّ هذه الخطوة يمكن أن تُلحق بالحزب "إحراجًا سياسيًا كبيرًا" وقد تدفعه — وفق تعبيره — إلى "قبول تفكيك رمزي" لسلاحه.


وينتقل التقرير إلى سؤال يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: كيف سيردّ حزب الله على التصعيد الإسرائيلي؟ ويشير بارعام إلى أنّ نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم قدّم في الشهور الماضية "ثلاثة تنازلات غير مسبوقة"، وهي وقف إطلاق النار رغم استمرار الحرب في غزة، عدم الانضمام لإيران خلال حرب الأيام الـ12، وعدم الرد على مقتل نحو 300 من مقاتليه خلال العام الماضي.


لكنّ بارعام يحذر من أنّ قاسم يواجه ضغطًا كبيرًا من "الجيل القيادي الشاب" داخل الحزب، الذي يطالب بردّ قوي، مما يجعل القرار في الأسابيع المقبلة "غير محسوم". ووفق ما يقوله: "هو نفسه لا يعرف بعد. إنهم جميعًا في حالة تردد، لأنّ اغتيال طباطبايي ليس ضررًا عسكريًا فقط، بل هو إهانة تمسّ صورة الحزب".


ويرى التقرير أنّ حزب الله أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة: عدم الردّ ومواصلة إعادة بناء قوته، أو تنفيذ عمليات مركّزة ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، أو الانتقال إلى استهداف بلدات حدودية. أما الهجمات الواسعة على مدن مثل نهاريا وعكا وحيفا فتبقى "أقل احتمالًا"، كما لا يُستبعد لجوء الحزب إلى عمليات خارجية، رغم أن ذلك يحتاج إلى وقت طويل للتخطيط والتنفيذ.


ويؤكد بارعام أنّ "الساعات والأيام القريبة" ستُظهر اتجاه القرار داخل حزب الله، مشيرًا إلى أنّ الأمين العام يعيش في ظروف ميدانية ضاغطة داخل "بنكَر" مع مخاوف مستمرة من الاستهداف الإسرائيلي. ويضيف أنّ الضغط الدولي — الأميركي، الفرنسي، والسعودي — سيستمر خلال الفترة المقبلة لدفع لبنان نحو اتخاذ خطوات أكثر صرامة تجاه الحزب، مع محاولة إقناع رئيس حركة أمل نبيه بري بالابتعاد سياسيًا عن حزب الله، وهو عامل قد يكون حاسمًا في أي استحقاق انتخابي مقبل في أيّار 2026.


ويختم تقرير "معاريف" بالإشارة إلى أنّ إسرائيل باتت مقتنعة بأنّ استمرار حزب الله في إعادة بناء نفسه، وامتناع الحكومة اللبنانية عن اتخاذ خطوات حاسمة، سيقود — عاجلًا أو آجلًا — إلى مواجهة. كما تؤكد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنّ الاستعدادات الحالية تهدف إلى تهيئة الداخل الإسرائيلي لسيناريوهات قد تتطور "قريبًا جدًا"، في ظل جبهة شمالية تغلي وتتحرك بسرعة نحو المجهول.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة