تزداد المخاوف من قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة ضد حزب الله اللبناني، بحجة أنّه يقوم بإعادة بناء قواه ومنشآته العسكرية، وهو ما دأبت وسائل الإعلام الإسرائيلية على تأكيده في الفترة الأخيرة، وما برز ميدانياً في الضاحية الجنوبية، الامس الأحد، في حارة حريك، على هيثم طباطبائي، رئيس أركان الحزب والمسؤول العسكري الأول فيه.
وفي الوقت نفسه، يتصاعد القلق داخلياً وخارجياً ممّا تقوم به إسرائيل وما تخطط له.
وكما في كل مرة، كانت باريس الأسرع في التعبير عن تخوّفها إزاء الضربة الإسرائيلية التي استهدفت شخصية عسكرية رئيسية في حزب الله من دون أن تسمّيه.
وسبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن اعتبر، في حديث السبت الماضي للقناة الإخبارية "CNBC عربية"، أنّ الوضع في لبنان "هش للغاية"، وأنّ المرحلة اللاحقة طستكون حاسمة".
وعبّر باسكال كونفافرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمره الصحافي الإلكتروني، الاثنين، عن "قلق فرنسا العميق إثر الضربة الإسرائيلية التي استهدفت بيروت يوم الأحد 23 تشرين الثاني، مما يزيد من مخاطر التصعيد في سياق يشهد بالفعل توترات شديدة".
وكما درجت فرنسا على التأكيد في كل مناسبة، دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وشددت على "أهمية اللجوء إلى آلية مراقبة وقف إطلاق النار المخصّصة للإبلاغ عن التهديداتط.
وتشارك فرنسا في الآلية المذكورة منذ إنشائها العام الماضي، حيث يترأسها جنرال أميركي، فيما يضطلع ضابط فرنسي بمهمة نائب الرئيس، ويشارك فيها لبنان وإسرائيل وكذلك الأمم المتحدة.
وترى فرنسا في هذه الآلية طالإطار المعترف به من قبل الأطراف، والضروري لتجنّب الإجراءات الأحادية وضمان أمن المدنيين في كلٍّ من لبنان وإسرائيل، وذلك وفقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية المؤرخ في 27 تشرين الثاني 2024".
غير أنّ المشكلة تكمن في أنّ الآلية لم تنجح منذ قيامها، ومنذ الاتفاق على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان (حزب الله)، في حمل إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية اليومية في لبنان، بحجة أنّ حزب الله لا يحترم الاتفاق، وأنه يعيد بناء بناه العسكرية.
ويخلص البيان الفرنسي إلى "تأكيد تمسّك فرنسا بالاحترام الصارم لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية".
وقبل أيام، قامت السفيرة آن كلير لوجاندر، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بزيارة لمدة يومين إلى بيروت، التقت خلالها الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش ومسؤولين في قوة اليونيفيل.
وحملت لوجاندر رسالة دعم للسلطات اللبنانية. ومن المعروف أنّ موقف باريس من أداء العهد أكثر تفهّماً وإيجابية من التقييم الأميركي، وخصوصاً بما يتعلق بنزع سلاح حزب الله وحصره بالقوى الأمنية الشرعية.
وكان ماكرون قد أشاد بالخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية جوزيف عون الجمعة، بمناسبة عيد الاستقلال، معتبراً أنّه عبّر عن ضرورة التعامل بحزم وفعالية مع حزب الله.