في تقرير نشره موقع "معاريف" الإسرائيلي للكاتب إلي ليئون، برز خطاب شديد اللهجة من طهران دعا إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وذلك بعد اغتيال هيثم علي طباطبائي، القائد العسكري البارز في حزب الله، ضمن غارة إسرائيلية قرب بيروت أودت أيضًا بحياة أربعة عناصر آخرين من التنظيم.
وبحسب التقرير، خرج علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بتصريحات صدامية غير مسبوقة، مؤكّدًا أن "القيادة لم يعد أمامها خيار سوى المواجهة المباشرة مع إسرائيل"، التي وصفها بـ"الكيان المزيّف". وأوضح لاريجاني عبر منشور باللغة العربية على منصة "إكس" أنّ "الذين قُتلوا وصلوا إلى مبتغاهم"، قبل أن يهاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قائلاً إنه "يستمر في مغامراته حتى يصل الجميع إلى قناعة بأن لا طريق إلا المواجهة المباشرة".
وتزامن ذلك مع بيان تهديدي آخر صادر عن الحرس الثوري الإيراني، جاء فيه: "الانتقام لطباطبائي سيأتي في الوقت المناسب، وسيكون الرد على الكيان الصهيوني ساحقًا".
وينقل تقرير "معاريف" عن مصادر في بيروت أنّ حزب الله أبلغ وسائل إعلام لبنانية أنّ الغارة أدّت إلى مقتل طباطبائي — الذي وصفته المنظمة بأنه أرفع مسؤول عسكري فيها — إلى جانب إصابة 28 شخصًا بجروح. بدورها، أكدت قناة "الجزيرة" أن الحزب اعترف بأن قائده أصيب بجروح بالغة قبل إعلان وفاته رسميًا.
وبحسب الكاتب إلي ليئون، صرّح الجيش الإسرائيلي بأن طباطبائي يُعدّ من "أهم القادة العسكريين المخضرمين" في حزب الله، وقد انضمّ إلى صفوفه في الثمانينيات وتولّى مواقع وقيادات حساسة، بينها قيادة وحدة "الرضوان" والقيادة العسكرية للحزب في سوريا، حيث لعب دورًا بارزًا في ترسيخ حضور الحزب هناك.
وفي ظل التوتر المتصاعد، نقلت وكالة AFP عن مصدر مقرّب من حزب الله قوله إنّ الحزب يعيش حالة انقسام داخلي بين من يدعو إلى ردّ عسكري فوري، ومن يفضّل تجنّب التصعيد حاليًا. وأوضح المصدر أنّ القيادة العليا "تميل في هذه المرحلة إلى اعتماد أقصى درجات الدبلوماسية"، في محاولة لضبط ردود الفعل وعدم الانجرار إلى مواجهة شاملة.
كما نقل التقرير تصريحات لافتة لقائد "الحرس الثوري" السابق محسن رضائي، خلال مراسم دفن في مدينة كرمان، حيث حذّر من أنّ "الاغتيالات الإسرائيلية ضد قادة المقاومة تُسرّع نهاية إسرائيل". وأضاف أن هؤلاء القادة "ينتمون إلى أمم وشعوب، وأن موتهم يحمل رسالة تتجاوز حدود لبنان وإيران".
وأشار رضائي — الذي يشغل الآن موقعًا مؤثرًا في مجلس تشخيص مصلحة النظام — إلى أنّ "محور المقاومة اليوم أقوى مما كان عليه خلال حقبة حسن نصرالله"، داعيًا إلى مراجعة سياسة "الصبر الاستراتيجي"، لأن "إسرائيل تستغلّ الهدوء".
ويكشف تقرير "معاريف" أن إيران تعتبر ما يجري "انهيارًا لمنظومة الردع" التي حاولت بناءها في السنوات الأخيرة، وأنّ هجمات سلاح الجو الإسرائيلي في لبنان "تُربك حسابات طهران" وتدفعها إلى إطلاق مواقف تصعيدية لمحاولة إعادة فرض هيبتها داخل المحور.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أنّ تل أبيب تتوقّع مزيدًا من التصريحات والتهديدات الإيرانية في الأيام المقبلة، لكنها في الوقت نفسه تستعد لسيناريوهات تصعيدية، في ظلّ قناعة إسرائيلية بأن الاغتيال الأخير "لن يمرّ بدون رد، وإن تأخّر".
الـــمــــزيــــــــــد
