وتُعيد مصادر سياسية واسعة الإطلاع هذا التحذير إلى عدة أسباب متصلة بالإتجاهات الإسرائيلية نحو تغيير قواعد الإشتباك، وتكشف ل"ليبانون ديبايت"، أن عملية اغتيال رئيس أركان "حزب الله" هيثم الطبطبائي، تبدو مرتبطة بالدرجة الأولى بالبعد العسكري للشخصية المستهدفة وبالدرجة الثانية بالتوقيت الذي أتى بعد أقل من 48 ساعة على خطاب رئيس الجمهورية جوزف عون "الحازم والحاسم"، وبالدرجة الثالثة، في ذروة التهديدات الإسرائيلية للبنان وحديث بنيامين نتنياهو عن فتح جبهات جديدة.
وعليه، تؤكد المصادر أن السياسة الإسرائيلية المعتمدة منذ نهاية الحرب، لم تتغير وهي استهداف أي موقع أو شخصية قيادية من الحزب، وذلك بصرف النظر عن المكان والزمان، مشيرةً إلى أن القيادي المستهدف، مُلاحق منذ سنوات.
وبالتالي، تتوقع هذه المصادر استمرار الإعتداءات الإسرائيلية، وتستبعد أي سيناريو حرب موسعة، وذلك وفق اعتبارها أن مثل هذه العمليات تحقق أهداف إسرائيل من دون أن تتعرض بالمقابل لضربات من الحزب الملتزم بوقف النار، بحسب مواقفه على مدى الأشهر الماضية.
إلاّ أن هذا الواقع لا يعني بالضرورة أن الحزب سيبقى على قراره بعد الردّ على عملية الإغتيال الأخيرة، حيث أن المصادر تكشف عن خطوة غير مسبوقة منذ وقف النار في تشرين الثاني الماضي، إذ أن نقاشاً حقيقياً قد وضع على طاولة الحزب وللمرة الأولى اليوم، وهو لم يكن مطروحاً منذ عام، ويتناول القرار الذي سيتخذه الحزب.
وفي هذا السياق، تتحدث المصادر عن "سيناريوهات مفتوحة" حول احتمال تخلّي الحزب عن الصمت الاستراتيجي، أو احتمال الحفاظ على هذا الصمت على أساس أن "عدم الرد هو أقل كلفة من الرد".