ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، شدّد فيها على أهمية بناء الأجيال أخلاقيًا وعلميًا واجتماعيًا، معتبرًا أنّ تعزيز القدرات وخلق وسائل ضغط شعبية فاعلة يساهمان في مواجهة ما وصفه بالفساد في السلطة وإرساء "بديل أخلاقي وسياسي واقتصادي".
ورأى قبلان أنّ المؤمن "مكلّف بالدفاع عن الإنسان والوطن والعدالة والقضايا الحقوقية"، مستشهدًا بآيات قرآنية تؤكد على الالتزام بالقيم ومسؤولية الجماعة في حملها، داعيًا إلى الابتعاد عن العصبيات الطائفية والسياسية، وإلى التضامن والعمل بروح واحدة لمواجهة ما سماه "أزمة كبرى وخطيرة تطال البلد والمنطقة".
وتطرّق قبلان إلى واقع الصراع مع إسرائيل، معتبرًا أنّ "الإنكار للتضحيات السيادية خطأ وطني"، ومشيرًا إلى أنّ "بعض المواقف الحكومية لا تعكس حجم المخاطر". وقال إنّ "المقاومة لعبت دورًا أساسيًا في ردع الجيش الإسرائيلي"، محذّرًا من أنّ "غياب الردع يفتح الباب أمام مخاطر أكبر".
وحذّر من أنّ "استثمار الهجمة الدولية لتحقيق مكاسب سياسية داخلية يضع لبنان أمام فتن جديدة"، مشدّدًا على أنّ المرحلة تتطلب "خيارًا وطنيًا جامعًا" وأنّ أي تنازل سياسي أو سيادي "غير مقبول"، لأنّ وحدة اللبنانيين وقدراتهم الداخلية قادرة على تشكيل قوة ردع وطنية.
وأبدى قبلان قلقه من أداء الدولة خلال المرحلة الراهنة، معتبرًا أنّ لبنان يواجه "أكبر امتحان سيادي وسياسي"، وأنّ إسرائيل تستفيد من الانقسام الداخلي. ورأى أنّ الحكومة "غير منخرطة بما يكفي في الملفات الوطنية والسيادية"، مؤكدًا أنّ "الجيش والمقاومة ضمانة للأمن والسيادة".
ودعا المفتي قبلان إلى انتخابات نيابية في مواعيدها الدستورية "لإنتاج فريق حكومي قادر على حمل مشروع إنقاذي وطني"، محذرًا من "الصفقات الجانبية" ومن استمرار الفشل الحكومي الذي ينعكس على المواطنين وسط ما وصفه بـ"نقمة شعبية وشلل إداري وتراجع أمني".