أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة اليوم الأحد، أنّ اختيار البابا لاوون الرابع عشر لبنان لإتمام أول زيارة رسولية له يشكّل "علامة تمسّكه وتمسّك الكنيسة الجامعة من خلاله بلبنان الوطن الرسالة". وشدّد على أنّ لبنان هو "أرض لقاء الأديان والثقافات والحوار الصادق من أجل تحصين شراكة إسلامية – مسيحية تبقى إحدى علامات رسالة لبنان وملازمة لهويته".
وتأتي مواقف الراعي في وقتٍ يترقّب فيه اللبنانيون الزيارة التاريخية التي يبدأها البابا بعد ظهر اليوم، في المحطة الثانية والأخيرة من جولته الخارجية الأولى كزعيم للكنيسة الكاثوليكية، حيث يُنتظر أن يوجّه نداءً جديدًا من أجل السلام. وكان البابا قد وصل إلى تركيا قبل أربعة أيام، وحذّر خلالها من "خطر مستقبل البشرية" في ظل العدد غير المسبوق من الصراعات الدامية، مندّدًا بالعنف باسم الدين.
ومن المقرر أن تحطّ طائرته في مطار رفيق الحريري الدولي عند الساعة 3:45 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، على أن يلتقي فور وصوله برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ويلقي كلمة أمام القيادات الوطنية.
وتأتي الزيارة في ظل ظروف دقيقة يشهدها لبنان، الذي يضم أكبر نسبة من المسيحيين في الشرق الأوسط، ويواجه عدوانًا إسرائيليًا مستمرًا منذ عام رغم إعلان اتفاق وقف النار، وسط تهديدات إسرائيلية بتوسيع الهجمات إذا لم يرضخ لبنان للإملاءات الإسرائيلية. وقد وجّه حزب الله أمس رسالة ترحيب إلى البابا، مؤكّدًا تعويله على "مواقف قداسته في رفض الظلم والعدوان اللذين يتعرض لهما لبنان على أيدي الصهاينة الغزاة وداعميهم".
ويحمل جدول أعمال البابا برنامجًا مكثّفًا يمتد حتى الثلاثاء، يشمل زيارة خمس مدن وبلدات، بالإضافة إلى صلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت، وترؤس قداس في الهواء الطلق على الواجهة البحرية للعاصمة، وزيارة مستشفى للأمراض النفسية، قبل أن يعود إلى روما في ختام زيارته.
الـــمــــزيــــــــــد
