اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 01 كانون الأول 2025 - 07:52 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

"غادر الآن أو واجه العاصفة": الإنذار الأميركي الأخير لمادورو

"غادر الآن أو واجه العاصفة": الإنذار الأميركي الأخير لمادورو

تقترب الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى من تنفيذ ضربات برّية داخل الأراضي الفنزويلية، فيما حمل الاتصال الذي طال انتظاره بين البيت الأبيض وكاراكاس رسالة حاسمة للرئيس نيكولاس مادورو: يمكنك النجاة وإنقاذ المقرّبين منك، ولكن بشرط أن تغادر البلاد فورًا. هذا ما كشفته مصادر مطلّعة لصحيفة "ميامي هيرالد"، مؤكّدة أنّ الاتصال – الذي تطرّقت إليه "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي – انتهى إلى طريق مسدود نتيجة الهوّة الواسعة بين مواقف الجانبين.


الولايات المتحدة طالبت مادورو بالتنحي الفوري ومغادرة فنزويلا برفقة زوجته سيليا فلوريس وابنه، مقابل منحه ممرًا آمنًا، في حين عرض النظام الفنزويلي نقل السلطة السياسية للمعارضة مع الاحتفاظ بالتحكّم الكامل بالمؤسسة العسكرية. هذا الطرح رفضته واشنطن رفضًا باتًا، معتبرة أنه يعيد إنتاج تجربة نيكاراغوا عام 1991، حين بقيت مراكز النفوذ الفعلية في يد قادة الظلّ، ما مهّد لعودتهم لاحقًا إلى الحكم.


وبحسب المصادر، تعثّر الاتصال عند ثلاثة نقاط مركزية:

أولًا، مطالبة مادورو بعفو شامل دولي عن كل الجرائم المنسوبة إليه وإلى دائرته، وهو ما رفض الأميركيون مناقشته.

ثانيًا، إصرار كاراكاس على الاحتفاظ بقيادة الجيش مقابل السماح بإجراء انتخابات حرّة، في صيغة وصفتها المصادر بـ"النموذج الكوبي".

ثالثًا، الخلاف على التوقيت، إذ طالبت واشنطن باستقالة فورية، فيما رفض مادورو تقديم أي التزام زمني.


الوساطة التي شاركت فيها البرازيل وقطر وتركيا لم تؤدِّ إلى استكمال الاتصال، خصوصًا بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت أنّ المجال الجوي فوق فنزويلا "مغلق بالكامل". محاولة كاراكاس إجراء اتصال ثانٍ بواشنطن قوبلت بصمت تام.


إعلان ترامب فُسّر في فنزويلا على أنه تمهيد مباشر لعمل عسكري واسع داخل البلاد، خصوصًا أنّه صدر بصيغة تحذيرية موجّهة إلى "شركات الطيران والطيّارين وتجار المخدرات ومهرّبي البشر"، طالبًا منهم التعامل مع القرار بجدية. تصاعد هذا الخطاب ترافق مع خطوات أميركية مكثّفة ضد ما تسميه واشنطن "كارتيل الشمس"، وهي شبكة لتهريب المخدرات تتهم الولايات المتحدة مادورو وكبار مسؤوليه بقيادتها.


وكانت وزارة العدل الأميركية قد وجّهت عام 2020 لائحة اتهام ضد الرئيس الفنزويلي وأكثر من عشرة مسؤولين، ووصفت النظام بأنه "منظمة إرهابية – مخدراتية". ورصدت واشنطن مكافأة قياسية قيمتها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو، و25 مليون دولار للقيادي ديوسدادو كابيو.


وفي تصعيد إضافي، أعلن ترامب الخميس الماضي أن العمليات العسكرية الأميركية لن تبقى محصورة في البحر الكاريبي، حيث سبق أن دمّرت القوات الأميركية أكثر من 20 زورقًا وأوقعت أكثر من 80 قتيلًا منذ الأول من أيلول. وقال إن العمليات ستتمدّد "قريبًا جدًا" إلى الأراضي الفنزويلية لتعطيل شبكات تهريب المخدرات.


التصعيد لم يقتصر على الجانب العسكري، إذ صنّفت وزارة الخارجية الأميركية هذا الأسبوع "كارتيل الشمس" كمنظمة إرهابية أجنبية، واضعة مادورو وكابيو ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز في خانة واحدة مع تنظيمي "القاعدة" و"داعش". ويعتبر الخبراء أنّ هذا التصنيف يمنح البيت الأبيض مساحة واسعة لتنفيذ عمليات عسكرية دون العودة للكونغرس، استنادًا إلى قانون تفويض استخدام القوة لعام 2001.


ورغم نفي كاراكاس واتهامها واشنطن باختلاق "ذريعة للتدخل الخارجي"، تواصل الولايات المتحدة حشد قواتها في محيط فنزويلا. فمنذ أكثر من شهرين، تتكثّف التعزيزات العسكرية الأميركية في البحر الكاريبي، أبرزها وصول حاملة الطائرات العملاقة "جيرالد آر. فورد" في 16 تشرين الثاني، إضافة إلى عشر سفن حربية، وغواصة نووية، ومقاتلات "إف–35".


وعلى الرغم من تأكيد واشنطن أنّ هذه التحركات تأتي دعمًا لعمليات مكافحة المخدرات، إلا أنّ حجم الانتشار العسكري يشير – وفق محللين إقليميين – إلى مرحلة تتجاوز بكثير مجرّد اعتراض الزوارق السريعة.


ومع تفاقم الانهيار الاقتصادي والسياسي في فنزويلا، تبدو المواجهة بين واشنطن ونظام مادورو على أبواب مرحلة حاسمة، فيما يبقى مصير الرئيس الفنزويلي معلّقًا بين خيارين: الاستجابة للإنذار الأميركي… أو مواجهة عمل عسكري مباشر قد يبدأ في أي لحظة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة