المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 01 كانون الأول 2025 - 17:14 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

لسنا هواة حرب... الخطيب يضع ملف السلاح أمام البابا: غياب الدولة فرض وجود المقاومة

لسنا هواة حرب... الخطيب يضع ملف السلاح أمام البابا: غياب الدولة فرض وجود المقاومة

شهدت ساحة الشهداء في بيروت محطة روحية ووطنية بارزة خلال اللقاء المسكوني والحواري بين الأديان بحضور قداسة البابا لاوون الرابع عشر، حيث ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة تناول فيها معاني العيش المشترك ومرتكزات الإيمان، تبعته كلمة لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب التي ركّزت على الأخوّة الإنسانية والوحدة الوطنية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتحديات المرحلة.


استهلّ المفتي دريان كلمته بالحمد والصلاة على الأنبياء، مشيراً إلى سروره بوجوده في استقبال البابا لاوون الرابع عشر "الذي يزور لبنان بلد التعايش والتعدد الطائفي المتنوع"، مؤكداً أنّ هذا التنوع يشكّل "غنىً وإثراءً لإنسانية الإنسان"، وأنّ المواطنة هي الأساس في تحديد الحقوق والواجبات من دون تمييز.


وقال إنّ لبنان يكرّس في قممه الروحية ثوابته الوطنية القائمة على احترام الحرّيات الدينية وحقوق الإنسان، معتبراً أنّ الدستور يحفظ حق الطوائف في ممارسة شرائعها، مستشهداً بقوله تعالى: ﴿لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً﴾.


واستعرض المفتي الأسس الإيمانية الجامعة بين الديانات، مؤكداً أنّ الإسلام هو "المسيرة الإيمانية بالله الواحد من آدم إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وانتهاءً بمحمد عليهم السلام"، مستشهداً بالآية:

﴿شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً… أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه﴾.


وتوقّف عند حادثة هجرة المسلمين إلى الحبشة، حيث رأى النجاشي المسيحي أن ما جاء به جعفر بن أبي طالب "يخرج من مشكاة واحدة" مع رسالة السيد المسيح، معتبراً أنّ المسيحيين في الحبشة كانوا أول أصدقاء الدعوة الجديدة.


كما استعاد دريان ما جاء في وثيقة المدينة المنوّرة التي نصّت على أنّ المؤمنين وغيرهم في المجتمع المتنوع "أمّة واحدة".


واختتم قائلاً: "بهذه الأسس الإيمانية نرحّب بضيف لبنان الكبير البابا لاوون الرابع عشر، متمنّين له التوفيق في قيادة السفينة المسيحية لما فيه خير الإنسانية، كما تجسّده وثيقة الأخوّة الإنسانية بين شيخ الأزهر والبابا الراحل فرنسيس."


وأكد أنّ لبنان هو "أرض الرسالة"، وأنّ اللبنانيين مؤتمنون دينياً وأخلاقياً ووطنياً على حمل هذه الرسالة "حتى يعمّ الأمن والسلام العالم، وتسود المحبة بين جميع الأمم والشعوب".


وفي كلمته خلال اللقاء، وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب التحية للحبر الأعظم قائلاً: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، مرحّباً به باسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والطائفة الشيعية، ومقدّراً زيارته للبنان في هذه المرحلة الصعبة.


وقال إن الإسلام يؤمن بالسيد المسيح "رسولاً ونبياً ومبشراً وهادياً"، موجّهاً تحية للبابا من "لبنان الجريح الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة وليس بلداً على هامش التاريخ".


وأعرب الخطيب عن أمله بأن تُثمر زيارة البابا في تعزيز الوحدة الوطنية المهتزّة، في ظل ما يمرّ به لبنان من أزمات "نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على أهله وأرضه".


وأوضح أنّ الثقافة الروحية في الإسلام تقوم على الأخوة الإنسانية وعدم التفريق بين البشر إلا بالتقوى، مستشهداً بقول النبي محمد: "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى"،

وبقول الإمام علي بن أبي طالب: "الناس صنفان… إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".


وأضاف أن التعايش السلمي بين أتباع الديانات هو الأساس، وأن الحروب المفتعلة باسم الدين "لا تعبّر عن حقيقة الدين الذي يقوم على حرمة الإنسان وكرامته".


ولفت إلى أنّ المسلمين مؤمنون بضرورة قيام الدولة، لكنه شدّد على أنّ غيابها في مراحل معينة دفعهم إلى الدفاع عن أنفسهم في مقاومة الاحتلال الذي غزا أرضهم، مؤكداً أنهم "ليسوا هواة حمل سلاح وتضحية بأبنائهم".


وختم بوضع قضية لبنان بين يدي البابا قائلاً: "نضع قضية لبنان بين أيديكم بما تملكون من إمكانات دولية، لعل العالم يساعد بلدنا على الخلاص من أزماته المتراكمة، وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي وما خلّفه ويخلّفه من تبعات على وطننا وشعبنا."

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة