رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، أنّ ما يُتداول حول تقدّم روسي على الخطوط الأمامية "مبالغ فيه"، مشيراً إلى أنّ مسألة الأراضي تبقى التحدّي الأبرز في محادثات وقف إطلاق النار الجارية حول بلاده. وجاء كلامه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، في وقت تتسارع فيه المبادرات الدبلوماسية الإقليمية والدولية.
من جهته، شدّد الرئيس الفرنسي على أنّ إنهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن يكون "عادلاً وكريماً"، مؤكداً أنّ أي خطة سلام أو ضمانات أمنية لا يمكن صياغتها من دون مشاركة أوكرانيا والدول الأوروبية. وأضاف ماكرون أنه لا توجد، حتى اللحظة، "خطة سلام مكتملة بالمعنى الدقيق"، موضحاً أن أي اتفاق يطال الوضع الميداني ومسألة الأراضي "لا يمكن استكماله إلا من قبل الرئيس زيلينسكي".
ولفت ماكرون إلى أنّ الملفات المرتبطة بـ"الأصول الروسية المجمّدة، وضمانات الأمن، ومسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي" تتطلّب وجود الأوروبيين حول طاولة التفاوض، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الذي تؤديه الولايات المتحدة في مساعي الوساطة.
وفي سياق الزيارة، أعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيسين ماكرون وزيلينسكي أجريا سلسلة اتصالات مشتركة مع قادة بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والنرويج والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس مجلس أوروبا والأمين العام لحلف الناتو. كما شملت الاتصالات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وسكرتير مجلس الدفاع والأمن القومي في أوكرانيا رستم عمروف.
وجاء الحراك الفرنسي–الأوكراني في وقت يتوجه فيه المبعوث الأميركي ويتكوف إلى موسكو برفقة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غداً. وأكد الكرملين أنّ موسكو "تريد نجاح المفاوضات حول أوكرانيا" من دون الكشف عن تفاصيلها.
وبالتوازي، كشفت مصادر مطّلعة عن مقترح أميركي جديد سُلّم للوفد الأوكراني، ينصّ على اعتبار أجزاء من دونيتسك ولوغانسك تحت السيطرة الروسية بحكم الواقع، مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق المتبقية في دونيتسك وتحويلها إلى منطقة محايدة منزوعة السلاح، على أن تُجمّد خطوط السيطرة الحالية في جبهات زابوروجيا وخيرسون. وأكدت التقارير أنّ لا شيء رسميًا بعد، إلا أنّ البنود المتداولة تُظهر توجهاً نحو مقاربة جديدة لمسألة المناطق المتنازع عليها.
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنّ المحادثات مع الوفد الأوكراني في فلوريدا كانت "مثمرة جداً"، رغم تأكيده أنّ "مزيداً من العمل لا يزال ضرورياً" للتوصل إلى وقف الحرب. وبدوره، وصف أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني رستم عمروف المفاوضات بأنها كانت "مثمرة وناجحة".
الـــمــــزيــــــــــد
