في هذا السياق، يؤكّد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت" أن "التهديدات الإسرائيلية لم تتوقف لا قبل زيارة قداسة البابا، ولا خلال وجوده في لبنان، ولا بعد مغادرته، قد يكون الاحتلال خفّف من نشاطاته العسكرية أثناء وجود قداسته، لكنه لم يوقفها نهائيًا، خصوصًا في الجنوب، حيث يواصل الإسرائيلي ممارساته العدوانية، من هنا، يجب علينا جميعًا كلبنانيين إدراك حجم هذا العدو المتربص بنا، وأن يدفعنا ذلك إلى التمسّك أكثر بوحدتنا الوطنية".
ويضيف خواجة أن "المشهد الجميل والجامع الذي رأيناه خلال الزيارة، حيث توحّد اللبنانيون بكل أطيافهم لاستقبال قداسة البابا، يجب أن يتحوّل اليوم إلى موقف وطني موحّد تجاه هذا العدو، فالإسرائيلي لا يميّز في اعتداءاته بين طرف وآخر، ولا يستهدف فئة دون أخرى، ولن يراعي أي فريق سياسي أو ديني، وهذا وحده يفرض علينا توحيد الموقف الرسمي والشعبي في مواجهة العدوان".
وعن مفاعيل الزيارة، يقول: "نستطيع اليوم الاستفادة من نتائج هذه المحطة، خصوصًا أن قداسة البابا أكد عند مغادرته أن زيارته ليست نهاية المطاف، وأنه سيواصل جهوده عبر اتصالات واسعة لمنع اندلاع الحرب على لبنان، بطبيعة الحال، يبقى دور الفاتيكان معنويًا بالدرجة الأولى، وهو معروف ومؤثر، لكن لا يمكن الجزم بمدى قدرته على التأثير الفعلي على الولايات المتحدة أو الضغط على إسرائيل".
ويتابع: "من يدعم إسرائيل اليوم في مواقفها وسياساتها تجاه لبنان ليس إسرائيل وحدها، بل كذلك الولايات المتحدة، التي تقدم لها دعمًا سياسيًا وعسكريًا كاملًا، وهذا ما نسمعه من أعلى الهرم الأميركي، من الرئيس ترامب وصولًا إلى الموفدين والسفير الأميركي في لبنان، ففي آخر تصريح له، جاء كلامه خارج الأصول الدبلوماسية وغير مقبول، إذ قال إن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع وإن من حقها أن تدافع عن نفسها، وكأن اللبنانيين هم مصدر الخطر، بينما الحقيقة أن إسرائيل هي الطرف الذي يشكّل الخطر الحقيقي على لبنان".
ويشدّد خواجة على أن "الدور الأميركي هو الأساس في هذه المعركة، إذ إن الولايات المتحدة هي التي تمنح إسرائيل الغطاء السياسي والعسكري، لذلك نتمنى على الفاتيكان، الدولة الصديقة، أن تمارس الضغط على واشنطن لتخفّف من انحيازها المطلق لإسرائيل، وأن تتوقف عن تشجيعها أو تغطية أي حرب قد تُقدم عليها".
الـــمــــزيــــــــــد
