"ليبانون ديبايت"
ما أن غادر البابا لاوون الرابع عشر الأجواء اللبنانية، مختتماً زيارته إلى لبنان، حتى عادت المسيّرات الإسرائيلية إلى هذه الأجواء، معلنةً انتهاء "الوقت المستقطع" أو الهدنة ما بين مرحلة التصعيد الإسرائيلي الأخيرة والمرحلة المقبلة.
وإذا كان البابا لاوون حمل رسالة سلام وصلاة ورجاء إلى اللبنانيين، إلاّ أنه من غير الممكن إنكار الرسالة السياسية التي حرص على توجيهها من بيروت أو بعد مغادرتها، في ربطه ما بين السلام والمساعي التي ستبذلها دوائر الفاتيكان من أجل تحقيق هذا السلام بشكل فعلي، وذلك استجابةً لما طالبه به لبنان من سلطة ومواطنين، بحماية للأمن والإستقرار في البلاد.
ويجد النائب السابق الدكتور فارس سعيد، أنه بعد مغادرة البابا لاوون الرابع عشر لبنان، بات من الصعب أن لا تهتم الطبقة السياسية الرسمية وغير الرسمية بموضوع السلام في لبنان والمنطقة.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يقول الدكتور سعيد، إن البابا لاوون الرابع عشر قد أوكل إلى اللبنانيين مهمة السلام، والتي تأتي في لحظة سياسية بالغة الدقة، حيث يتكلمون عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل، وعن إعادة ترتيب المنطقة من جديد، علماً أن هذا الكلام قد أتى بعد مؤتمر شرم الشيخ، حيث مليار مسلم ومن ضمنهم 450 مليون عربي، أعلنوا الإنسحاب من الصراع العسكري مع إسرائيل.
ووفق سعيد، فإن خطاب الحبر الأعظم عن السلام من لبنان، يتزامن مع انتقال سوريا إلى مرحلة جديدة حيث يتطلع الرئيس أحمد الشرع، إلى ترتيبات أمنية لحل المشاكل الأمنية مع إسرائيل.
وبالتالي يؤكد سعيد، أن عنوان السلام هو عنوان ثقافي إجتماعي سياسي، ويجب أن يتحوّل بعد مغادرة البابا إلى عنوان سياسي تحمله الدولة اللبنانية بكل تراتبيتها الدستورية.
ويشدّد سعيد، على قول البابا لاوون من لبنان "طوبى لفاعلي السلام"، موضحاً أن الأساس هو بأن "لا يضع لبنان نفسه في مرحلة الإنتظار لسلامٍ يأتي من الخارج ويكون لبنان مغلوباً به، فيُفرض على اللبنانيين ثم يتكيّفون معه".
ورداً على سؤال، حول فاعلية "دبلوماسية الفاتيكان" في مساعدة لبنان، يقول سعيد، إن البابا لاوون الرابع عشر أميركي بالدرجة الأولى، ولذا، فهو "لم يكن ليزور لبنان ولم نكن لنشهد هذا الهدوء في لبنان والمنطقة لولا أن البابا قد قام مسبقاً بكل اللازم، أي أنه قام بالترتيبات الضرورية لتأمين السماء والأرض والمنطقة".