استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدًا من اتحاد كشاف لبنان برئاسة رئيس الاتحاد القائد وسيم زين. وأكد الرئيس عون أن زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان أظهرت وحدة اللبنانيين من مختلف الأطياف والطوائف “ليس فقط حول شخصه، بل حول ما يمثّله كرسول للسلام”، مشيرًا إلى أن لبنان يتوق إلى الاستقرار “بعدما تعب الشعب من الحرب”.
وكان زين قد ألقى كلمة في مستهل اللقاء، لفت فيها إلى أن اتحاد كشاف لبنان يُعدّ أكبر اتحاد شبابي تطوعي في البلاد، يضم أكثر من 150 ألف كشاف ومرشدة ضمن 41 جمعية كشفية مرخصة من قبل وزارة الشباب والرياضة. وأكد أن الاتحاد يشكل مساحة انصهار وطني حقيقي، ويُعنى بتربية الشباب على قيم المواطنة والخدمة والعيش المشترك.
وأشار زين إلى إطلاق استراتيجية كشفية وطنية ترتكز على محاور عدة، أبرزها التربية المبتكرة الدامجة للتكنولوجيا، وتعزيز التنوع والاندماج، ودعم روح التطوع. كما أعرب عن فخر الاتحاد بالمساهمة في تنفيذ “مدرسة المواطنية” التي أطلقتها اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، “إيمانًا بأن الكشاف هو المواطن النموذجي الذي يحترم القانون ويخدم مجتمعه ويصون بيئته”.
وأبلغ زين الرئيس عون انتخاب عضو الهيئة الإدارية في الاتحاد وأمين سره العام القائد سعيد معاليق رئيسًا للجنة الكشفية العربية بالإجماع، معتبرًا ذلك إنجازًا جديدًا يُضاف إلى نجاحات الاتحاد محليًا ودوليًا. كما تمنّى على رئيس الجمهورية القبول بمنصب “الرئيس الفخري لاتحاد كشاف لبنان – الكشاف الأول”، إضافة إلى رعاية “الجامبوري الكشفي اللبناني”، أكبر مخيم كشفي شبابي في البلاد، والمقرر تنظيمه في أيلول 2026 في المدينة الكشفية في سمار جبيل، بمشاركة الآلاف من لبنان والدول العربية.
وردّ الرئيس عون منوّهًا بأن الانتماء الكشفي يشمل كل طوائف المجتمع اللبناني، ومشيرًا إلى أن ما شهده خلال زيارة البابا يعكس توق اللبنانيين لسلام طال انتظاره. وإذ أكد أن لبنان “تعب من المهاترات التي لم ينتصر فيها أحد”، شدّد على ضرورة أن تتربى الأجيال الجديدة على حب الوطن قبل الانتماءات الحزبية والطائفية، قائلاً: “يجب أن يكون حزبنا واحدًا وهو لبنان”.
وأضاف، “يشرفني أن أكون الرئيس الفخري لحركة مثل الكشافة، عابرة للطوائف والانتماءات الحزبية”. وفي ختام اللقاء، تمّ إلباس رئيس الجمهورية الوشاح الكشفي رمزًا لِتَرؤسه الفخري للاتحاد.
كما استقبل الرئيس عون النائب السابق سليم سعادة، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة.
واستقبل الرئيس أيضًا الفنان أسامة منصور الرحباني الذي أوضح أنه أطلع رئيس الجمهورية على تفاصيل الأوراتوريو السيمفوني الجديد «أسافر وحدي ملكًا»، الذي سيُقدَّم للمرة الأولى عالميًا في 13 كانون الثاني 2026 بمناسبة الذكرى المئوية لولادة منصور الرحباني.
وطلب الرحباني رعاية رئيس الجمهورية للحدث وحضور العرض الافتتاحي، مشيرًا إلى أن العمل يجسد فكر الراحل منصور الرحباني الفلسفي والإنساني، ويرتكز على قيم الحرية والكرامة والوطن. ويتولى أسامة الرحباني الإشراف الكامل على المشروع، بمشاركة النجمة هبة طوجي، وThe Ukrainian Radio Symphony Orchestra، وكورَس جامعة سيدة اللويزة.
وسيُقام العرض في كنيسة Sacré Coeur – الجمّيزة، بدعم من مؤسسة ADMAF في أبوظبي وبرعاية السيدة هدى كانو. ويتوقّع حضور شخصيات رسمية وثقافية من لبنان والخارج، ما يمنح الحدث بعدًا وطنيًا ودوليًا.