شنّ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، هجومًا عنصريًا ضد مهاجرين من الصومال، قائلاً إنهم "قمامة" لا يريد رؤيتهم في بلاده. وعلى الرغم من أنّ لترامب تاريخًا طويلاً في إهانة السود، وخاصة القادمين من دول أفريقية، إلا أنّ تصريحاته عن الصوماليين برزت بفظاظتها بشكل خاص، وجاءت في وقت أطلقت فيه إدارته حملة جديدة من دائرة الهجرة والجمارك (ICE) تستهدف صوماليين في منطقتي مينيابوليس وسانت بول بولاية مينيسوتا.
وقال ترامب في ختام اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض: "هؤلاء أناس لا يفعلون شيئًا سوى التذمّر". وخلال الجلسة بدا أحيانًا مترهلاً أو نعسانًا، لكنه ما إن انتقل النقاش إلى موضوع الهجرة حتى بدا أكثر نشاطًا. وأضاف: "حين يأتي أشخاص من ذلك الجحيم، ويشتكون ولا يفعلون شيئًا سوى التبرّم، فنحن لا نريدهم في بلدنا. عليهم أن يعودوا إلى المكان الذي جاءوا منه ويقوموا بإصلاحه". وقد ضرب نائبه جاي دي فانس على الطاولة تأييدًا لكلامه.
وقال ترامب إنّ الصومال "تفوح منها رائحة نتنة"، مضيفًا: "نحن لا نريدهم في بلدنا". وعن عضوة الكونغرس إلهان عمر، الديمقراطية من مينيسوتا التي وصلت إلى الولايات المتحدة قبل 25 عامًا، قال إنها "لاجئة من الصومال" ووصفها بأنها "قمامة".
وأضاف: "يمكننا أن نسلك طريقًا واحدًا أو آخر، وسنسلك الطريق الخطأ إذا واصلنا إدخال القمامة إلى بلدنا. إنها قمامة. أصدقاؤها قمامة. هؤلاء ليسوا أشخاصًا يعملون. هؤلاء ليسوا أشخاصًا يقولون: دعونا نتقدم، دعونا نجعل هذا المكان رائعًا".
وكان ترامب قد استخدم خطابات مماثلة طوال مسيرته السياسية، بما في ذلك خلال ولايته الأولى، حين تساءل لماذا تستقبل الولايات المتحدة مهاجرين من هايتي ومن دول أفريقية وصفها بأنها "حفر قذرة"، بدلًا من استقبال مهاجرين من النرويج مثلاً.
ومع ذلك، فإنّ هوس ترامب بالصوماليين في الولايات المتحدة، وخاصة بإلهان عمر، قديم ومستمر. وقد كتبت عمر على شبكات التواصل بعد الاجتماع بوقت قصير: "هوسه بي مخيف. آمل أن يحصل على المساعدة التي يحتاجها بشدة".
يرى ترامب في الهجرة أداة سياسية قوية، ويمارس شيطنة للمهاجرين، مصوّرًا إيّاهم كمصدر للجريمة والأمراض. ويميل الرئيس الأميركي إلى العودة إلى هذا الموضوع بقوة خاصة عندما يكون في موقف دفاعي في قضايا مثل الاقتصاد الأميركي وقضية وثائق المجرم الجنسي جيفري إبستين.
وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين لويت عن تصريحات ترامب بشأن الصوماليين، قالت إنّ ذلك كان "لحظة عظيمة"، على حد تعبيرها.
وقد زاد ترامب من حدّة مواقفه ضد المهاجرين بعد حادث إطلاق النار الذي قُتل فيه جنديان من الحرس الوطني في واشنطن العاصمة الأسبوع الماضي، على يد مشتبه تقول السلطات إنّه مواطن أفغاني حصل على حق اللجوء في الولايات المتحدة.
ومنذ أن بدأ ترامب ولايته الثانية في كانون الثاني من هذا العام، أغلقت إدارته فعليًا أبواب البلاد أمام اللاجئين من مختلف أنحاء العالم — بما في ذلك من الصومال — وسمحت بدخول عدد محدود فقط، معظمهم من البيض الأفريكانيين من جنوب أفريقيا.