وقّع وزير العدل عادل نصّار اتفاقية التعاون القضائي بين لبنان والاتحاد الأوروبي من خلال وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في مجال مكافحة الجريمة (Eurojust)، وذلك خلال حفل رسمي في بروكسل، جاء ثمرة تنسيق وتعاون حثيث بين فريق الوزارة والجهات المعنية في الاتحاد الأوروبي.
وعقد الوزير نصّار سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى ضمن مؤسسات الاتحاد، بمشاركة الوفد المرافق الذي ضمّ القاضي جوزف تامر، المحامية لارا سعادة والسيدة رينا صفير.
وشملت اللقاءات اجتماعًا مع رئيس فريق العمل في المديرية العامة للعدل في المفوضية الأوروبية ماتيا تيمبيني، واجتماعًا مع نائبة المدير العام للعلاقات المتعدّدة الأطراف وحقوق الإنسان والديمقراطية السفيرة ستيلا رونّر. وتلا حفل توقيع الاتفاقية اجتماع ثنائي مع المفوّض الأوروبي لشؤون الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون وحماية المستهلك مايكل ماكغراث، إضافة إلى المديرة العامة للمديرية العامة للعدل وحماية المستهلك في المفوضية الأوروبية آنا غالييغو تورّيس.
وفي كلمة بعد التوقيع، أكد الوزير نصار أنّ لبنان والاتحاد الأوروبي يلتزمان بدعم بعضهما في مكافحة الجريمة، مشددًا على أنّ التعاون القضائي “سلاح أساسي ضد الذين يستغلّون الحدود للتهرب من تبعات أفعالهم، فيما تتحمل المجتمعات الضحايا النتائج”.
وقال: “العدالة الفاعلة هي العدالة التي تمتلك وسائل تنفيذها. وفي هذه الاتفاقية جانب يعزّز فعالية مكافحة الجريمة، وآخر يحمي الحقوق الأساسية. فغياب أحدهما يعني الضعف أو التعسّف”.
وأضاف، “كل اتفاق قضائي جزائي يجب أن يقلق المجرم ويطمئن المواطن. فحماية الحياة الخاصة وكرامة الإنسان ضرورة توازي حماية الأمن”.
وتابع، “من خلال توقيع الاتفاق، نمدّ يدنا إلى أوروبا ونتشارك معها قيمًا مشتركة، ونتكاتف أمام المخاطر الجديدة”.
وأشار نصار إلى أنّ أوروبا تُعتبر اليوم ورشة ديناميكية لتطوّر يرتكز على حقوق الإنسان، فيما “لبنان بلد صغير دفع منذ خمسة عقود ثمن الجشع في العلاقات الدولية”. وشدد على أنّ الدولة ستستعيد دورها “باستعادة احتكارها الشرعي لاستخدام القوة، وبوقف التدخلات الخارجية التي تستهدف وطننا”.
وأكد أنّ القضاء اللبناني “صمد رغم الضغوط والاستهداف”، مشددًا على أن لبنان يدخل “مرحلة جديدة تعود فيها المحاسبة إلى مكانها الطبيعي، وتُمنح العدالة ثقتها المستحقة”.
وختم نصار كلمته بالقول: “العالم يواجه تغيّرًا في المفاهيم والسلوكيات، وقد يبدو الدفاع عن القيم ثابتًا ضربًا من السذاجة، لكننا نصرّ على التعاون الدولي لنقف معًا بوجه الجريمة”.
الـــمــــزيــــــــــد
