يتواصل الحراك الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا سعياً للوصول إلى تسوية تنهي الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، إذ يُعقد اليوم لقاء جديد في ميامي بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، وكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف، بعد محادثات مطوّلة جرت في موسكو الثلاثاء الماضي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن في كلمة مصوّرة عبر حسابه عبر "اكس" مساء الأربعاء عن الاستعداد لجولة مباحثات جديدة في الولايات المتحدة، موضحًا أن فريق التفاوض الأوكراني يواصل جهوده بالتنسيق مع واشنطن بعد عودة الوفد الأميركي من موسكو.
وتدور المفاوضات الحالية حول أربع قضايا رئيسية يجري بحثها في مسارات متوازية، تشمل مستقبل استقلال أوكرانيا وترتيبات جيشها في مرحلة السلم، إضافة إلى مسألة الأراضي المتنازع عليها، وملفات التعاون الاقتصادي، والأمن الأوروبي بشكل أوسع. ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هذه الملفات تشكل أساس أي اتفاق سياسي مقبل.
وكان ويتكوف قد ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع استمر خمس ساعات في موسكو موقف واشنطن من المفاوضات. إلا أن مستشار السياسة الخارجية للكرملين يوري أوشاكوف أكد عقب اللقاء أنه لم يتم التوصل إلى أي تسوية، لافتًا إلى أن التقدم الروسي في شرق أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة يلقي بظلاله على طبيعة الحوار ومستواه.
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأربعاء إن بوتين يريد السلام، لكنه اعتبر أن نتائج المفاوضات لا تزال غير واضحة بعد. وتحدث عن اجتماع مبعوثيه مع الرئيس الروسي بالقول: "كان اجتماعاً جيداً جداً"، قبل أن يمتنع عن ذكر أي تفاصيل إضافية بشأن مخرجاته.
في المقابل، تستمر العمليات العسكرية في الشرق الأوكراني بوتيرة متسارعة، فيما شدد بوتين مؤخرًا على استعداد بلاده لمواصلة القتال من أجل السيطرة على المناطق التي تطالب بها موسكو، إن لم تقدم كييف تنازلات تتعلق بهذه الأراضي.