المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الخميس 04 كانون الأول 2025 - 09:10 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

"نعيم قاسم لوّح بالحرب الأهلية… وأنا أصدّقه تمامًا"

"نعيم قاسم لوّح بالحرب الأهلية… وأنا أصدّقه تمامًا"

في تقرير نشرته صحيفة "يدعوت احرونوت" الإسرائيلية بقلم بتيا غلعادي صباح اليوم، أطلق البروفيسور أمتسيا برعام، أحد أبرز المؤرخين في إسرائيل والمتخصص في تاريخ الشرق الأوسط من جامعة حيفا، سلسلة تحذيرات حول الوضع القائم بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن استمرار المسار الحالي "قد يعيد المنطقة إلى مشهد عام 2006".


ويقدّم برعام، وفق ما جاء في التقرير، قراءة شاملة لما يجري على الحدود الشمالية، انطلاقاً من فهمه لطريقة تفكير حزب الله، ومن تقديره لسلوك إسرائيل ولبنان وإيران في ساحة حسّاسة "قد تشعل حرباً واسعة مع أي حركة خاطئة".


وبحسب بَرعام، فإن إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتعمّدان العمل "تحت عتبة الردّ" التي قد تدفع حزب الله إلى مواجهة شاملة، مؤكداً أن ذلك يعكس رغبة واضحة بعدم الانجرار إلى حرب. ويقول: "يجب التأكد من جاهزية غرف الأمان ومعرفة المكان الآمن، لكن الحرب ليست آنية". ويوضح أن اغتيال رئيس أركان حزب الله كان يبدو خطوة خطِرة، "لكن التقدير في إسرائيل كان أنه لن يؤدي إلى تصعيد"، مضيفاً: "اقتربنا خطوة من التصعيد، لكن بافتراض مدروس أنه لن يجرّ إلى حرب".


وفي المقابل، يؤكد بَرعام أنّ حزب الله يتعرّض في السنوات الأخيرة لضغط داخلي يدفعه للردّ، مشيراً إلى أن الردّ الأساسي المتوقَّع قد يكون استهداف خمسة مواقع إسرائيلية مطلة على الحدود. لكنه يلفت إلى أن القيادة الحالية، وعلى رأسها الشيخ نعيم قاسم، "لا تزال تخشى الحرب"، وأنه لا يتوقع تصعيداً دراماتيكياً قريبًا، رغم أن "المعضلة الحقيقية أعمق وأخطر".


وتناول التقرير، نقلاً عن بَرعام، تقييمه لعمل الجيش اللبناني في الجنوب، مشيراً إلى أنه يجمع السلاح ويغلق بعض التحصينات "لكن بنصف قدرة". وبحسبه، فإن "معدّل إعادة بناء حزب الله يشبه معدل تفكيكه، وهناك من يقول إن إعادة البناء أسرع". ويشير إلى أن الوضع شمال الليطاني مختلف، حيث يجري الحزب "عملية إعادة تنظيم واسعة بلا أي عرقلة". ويضيف: "حزب الله تنظيم قوي، مرن، واسع، يضم آلاف العناصر ذوي الخبرة. وإذا استمر ذلك دون نزع السلاح الثقيل، سنعود إلى ما جرى في 7 تشرين الأول 2023، ولحسن الحظ لم ينخرطوا حينها بالكامل".


ويحذر بَرعام من أنّ الرئيس اللبناني، جوزيف عون، يواجه معضلة صعبة، فهناك في لبنان – بحسب قوله – رغبة حقيقية بنزع سلاح حزب الله، لكن لا استعداد لدفع ثمن هذا القرار. ويقول: "نعيم قاسم أوضح أنه إذا فُرض عليهم نزع السلاح، فسيدخلون في حرب أهلية. وأنا أصدق ذلك". ولذلك، فإن الحكومة والجيش "يخشون الانفجار الداخلي".


ويشير بَرعام إلى أن الأميركيين "يدفعون إسرائيل للتحرك قليلاً"، ما يخلق احتمالاً حقيقياً لاندلاع مواجهة، موضحاً أن غضب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مرتبط بما يصفه بخرق لبنان لتعهدات سابقة بتفكيك السلاح.


ويضيف أن الخيار الأقل سوءًا بالنسبة لرئيس لبنان هو "حرب بين إسرائيل وحزب الله" بدلاً من حرب أهلية داخلية، موضحاً: "حزب الله سيتلقى ضربة قوية، وهذا ليس سيئاً، وإسرائيل ستتضرر، ولبنان سيتأذى، لكن الدولة ستتضرر أقل من حرب أهلية".


ويتعمق بَرعام في شرح الوضع الإيراني بعد "حرب الاثني عشر يوماً"، مؤكداً وجود صراع داخلي بين تيار براغماتي وآخر متشدد، بين أولوية الاقتصاد أو دعم "طوق النار" حول إسرائيل. لكنه يشدد على أنّ القرار الحالي يبقى دعم حزب الله بالمال والسلاح.


ووفق التقرير، تسبّب اغتيال جنرال إيراني في دمشق — "داخل أرض سيادية إيرانية" كما يصفه — بجدل كبير في طهران حول كيفية الردّ. ويقول بَرعام إن المرشد الأعلى لم يكن راغباً بردّ مباشر، لكن "يد المتشددين كانت العليا"، ما أدى لشن هجوم على إسرائيل. ثم جاء مقتل الرئيس الإيراني المتشدد في حادث مروحية، ليُفسح المجال أمام انتخاب رئيس براغماتي هو مسعود بزشكيان، الذي يدفع اليوم نحو مقاربة أكثر هدوءاً، "لكن رغم ذلك ستستمر إيران في دعم حزب الله قدر استطاعتها".


ويعرض برعام سلسلة خطوات يعتبر أنه يجب على إسرائيل اتخاذها فوراً، قائلاً: "رئيس الحكومة لا يريد حرباً في الشمال، وأنا أيضاً، لكن هناك أمور يجب القيام بها ولا تُنفّذ". ويضع في مقدمة هذه الخطوات إعادة تفعيل وحدة "تْسَلْصَل" التي كانت تستهدف القنوات المالية لحزب الله وحماس حتى عام 2017. ويضيف: "يجب ضرب حزب الله عبر ماله".


كما يشير إلى أن تجارة المخدرات تشكل "الصراف الآلي الكبير" للحزب، بإيرادات تزيد عن مليار دولار سنوياً، عبر تهريب الحشيش والمخدرات إلى الخليج والأردن. ويقول إن هذه الدول سيكون لديها مصلحة بالتعاون في مكافحتها. ويضيف: "ترامب يقود حرباً شرسة ضد المخدرات في الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، وسيوافق على دعم هذه الجهود هنا أيضاً". ويرى أن على الأميركيين "إجبار المصرف الوطني اللبناني على قطع ارتباطه بالمنظومة المالية غير الشرعية لحزب الله".


أما في الساحة السياسية اللبنانية، فيقول بَرعام: "على الإدارة الأميركية أن تجبر رئيس لبنان على خطوة برلمانية ستفضح حزب الله أمام الداخل". ويضيف أن الحزب خسر "الثلث الضامن" في البرلمان والحكومة، معتبراً ذلك "ثورة يجب استغلالها".


ويوضح أن على البرلمان أن يصوّت بأكثر من ثلثَي الأصوات على "قانون نزع سلاح قسري"، وأن يُكلَّف ضابط لبناني مسلّح بمسدس ويرافقه شاحنات فارغة وكاميرات العالم للتوجّه إلى أحد مراكز حزب الله وطلب تسليم السلاح. وعند الرفض، "يُعلن الحزب أمام العالم مخالفاً للقانون".


وانتقد بَرعام بشدة أداء إسرائيل، قائلاً: "نحن نفهم في القنابل فقط. لا نفهم بما يكفي في الاقتصاد والمال والضغط الدولي واستغلال التحوّل الشعبي في لبنان منذ تشرين 2023". ويؤكد أن "الحصول على دعم شعبي شيعي للحزب يعود أساساً لقدرة الحزب على الدعم المالي لعائلات المقاتلين وللشيعة، ويجب استبدال ذلك بدعم حكومي". ويرى مؤشرات إلى "تراجع دعم حركة أمل لحزب الله".


ويختم برعام تحذيره بالقول: "إذا لم نفعل شيئاً، سنعود إلى عام 2006. يجب التفكير بعيد المدى. إلى جانب العامل العسكري المهم، يجب التفكير بكيفية ضرب الأسس التي يستند إليها الحزب، لا الاكتفاء بضربة واحدة". لكنه يضيف: "الأنباء عن لقاء سياسي لبناني–إسرائيلي قريب هي أخبار مشجعة وخطوة مهمة في الاتجاه الصحيح".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة