أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، اغتيال ياسر أبو شباب، قائد إحدى المجموعات المسلحة في جنوب قطاع غزة، على يد مسلحين مجهولين. وأشارت إلى أنّ التقديرات الأولية في إسرائيل ترجّح أن يكون مقتله نتيجة خلافات داخلية.
ويُعدّ أبو شباب شخصية بارزة في الجنوب، إذ يقود مجموعة تُعرف باسم “القوات الشعبية” لتأمين طرق مرور المساعدات قرب معبر كرم أبو سالم. وقد برز دوره بعد تراجع سيطرة حماس وازدياد عمليات نهب القوافل الإغاثية في القطاع، حيث تولّى رجاله حماية الشاحنات وتأمين خطوط سيرها.
ووفق مصادر إسرائيلية، فإنّ تل أبيب زوّدت مجموعته بالأسلحة ضمن خطة لدعم جماعات معارضة لحماس في غزة، وهو ما نفاه أبو شباب مرارًا، مؤكدًا أنّ “معدات قواته بسيطة ومحلّية”. في المقابل، وصفت حماس أبو شباب بأنه “خائن وعصابة”، واتهمته بالعمل لمصلحة إسرائيل، مشيرة إلى أنّها قتلت شقيقه سابقًا وحاولت اغتياله مرّات عدة.
وبحسب محللين، توسّع نفوذ أبو شباب بعد شروع إسرائيل في السماح بدخول مساعدات محدودة عبر كرم أبو سالم، وظهوره المتزايد في مواقع تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وبرزت صور وفيديوهات له أثناء تعامله مع قوافل أممية في مناطق عازلة، ما عزّز الشكوك حول علاقاته.
كما لفتت مصادر دبلوماسية إلى أنّ التعامل الدولي مع توزيع المساعدات اضطر أحيانًا للمرور عبر مجموعات محلية مختلفة النفوذ، بما فيها جماعة أبو شباب، رغم نفي مؤسسة غزة الإنسانية – المدعومة أميركيًا – أي تعاون مباشر معه.
ورغم ازدياد حضوره العسكري والإعلامي، يبقى نفوذه محدودًا، مع تقديرات بامتلاك مجموعته نحو 300 عنصر فقط. كما تبرأت عائلته منه واعتبرت أنه “دمه مهدور”، وهو ما ردّ عليه بوصفه “حملة تشويه”.
ويقول محللون إنّ اغتيال أبو شباب، في حال تأكيد خلفياته الداخلية، سيعكس حجم الصراعات للسيطرة على المساعدات والمناطق الأمنية جنوب القطاع، في ظل غياب رؤية إسرائيلية واضحة لإدارة غزة بعد تراجع نفوذ حماس.