يسود الجبهة الجنوبية اليوم تصعيدٌ ملحوظ، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية على مواقع في جنوب لبنان، زعم انها «تضم مخازن أسلحة وبنى لوجستية» يستخدمها حزب الله، وفق تعبيره.
وجاء الإعلان عقب سلسلة إنذارات عاجلة وجّهها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”، حثّ فيها سكان مبانٍ محدّدة في بلدات جنوبية عدة شملت جباع، محرونة ، مجادل وبرعشيت، على إخلائها فورًا والابتعاد لمسافة لا تقل عن 300 متر، معلّلًا ذلك بوجود "نشاط عسكري قريب".
وبعد التحذيرات، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات استهدفت مبنى في محرونة وآخر في جباع، قبل أن تتوسع دائرة القصف إلى بلدتي المجادل وبرعشيت في قضاء صور، حيث سُمع دويّ الانفجارات في محيط البلدات ولوحظت أعمدة الدخان في سماء المنطقة.
في حين انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة توثّق لحظات القصف المروعة، بدت فيها قوة التفجيرات واضحة، وسط حالة ذعر بين الأهالي.
هذا التصعيد يعيد إبراز حساسية الجبهة الجنوبية، في ظل استمرار الخروقات الاسرائيلية، وما يرافقها من مخاوف لدى الأهالي من توسّع دائرة الاستهداف.
ويُلاحظ أن إسرائيل تعيد اليوم سياسة التحذيرات التي كانت قد اعتمدتها خلال جولة التصعيد الأخيرة على لبنان في تشرين الأول الماضي، حين رافقت الغارات رسائل إخلاء مماثلة في عدد من البلدات الجنوبية.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد فقط من الاجتماع المباشر الأول منذ عقود بين لبنان وإسرائيل في مقرّ قوات “اليونيفيل” في الناقورة، ضمن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المعروفة بـ «الميكانيزم»، وبمشاركة أميركية.
وقد ناقش الاجتماع:
الالتزام بوقف الأعمال العدائية
الأوضاع الأمنية على طول الخط الأزرق
إعادة انتشار القوات وتعزيز دور الدولة جنوبًا
خطط مرتبطة بالتعاون الاقتصادي في المناطق الحدودية
ورغم طابعه الميداني-التقني، اعتُبر الاجتماع محطة سياسية حساسة في ظل محاولات تثبيت هدنة هشة، بينما تعمل أطراف دولية على منع انفجار جولة قتال جديدة.
وتتجه الأنظار إلى التطورات السياسية والأمنية المقبلة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الضربات مجرّد “رسائل نارية” أم مقدمة لجولة تصع