أفادت صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية أنّ الجيش البريطاني بات يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لإعادة تشكيل ساحة المعركة عبر الجو والبر والبحر، في إطار استراتيجية تهدف إلى تسريع اتخاذ القرار وتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية.
وخصّصت بريطانيا أكثر من مليار دولار لبناء "شبكة استهداف رقمية" قادرة على دمج بيانات عسكرية ومدنية في منظومة قيادة واحدة، بما يتيح التحوّل السريع من المراقبة إلى التدخل المسلّح وفق طبيعة التهديد.
كما يستخدم الجيش البريطاني برنامج "دومين آي" المدعوم بالذكاء الاصطناعي لرصد حركة السفن ومسارات الكابلات البحرية وتحديد أي تهديد محتمل، بما يتيح إرسال طائرات مسيّرة أو قطع بحرية للتصدي له عند الحاجة. ويعود تطوير البرنامج لشركة "هادين" التي عملت سابقاً في صناعة الألعاب الإلكترونية قبل انتقالها لدعم التطبيقات العسكرية.
وقال الجنرال البريطاني السابق ريتشارد بارونز إنّ الذكاء الاصطناعي أصبح "العمود الفقري للبنية العسكرية" وبات في صميم عملية الاستهداف، لما يوفّره من قدرة على معالجة البيانات ودعم القرار تحت الضغط.
وفي موازاة ذلك، تستثمر بريطانيا نحو ملياري دولار سنوياً في تطوير مقاتلة الجيل السادس "غلوبال كومبات إيركرافت"، القابلة للطيران المأهول أو غير المأهول، بالشراكة مع اليابان وإيطاليا، والمتوقّع أن تدخل الخدمة بحلول عام 2042.
وتشير الصحيفة إلى أنّ التطورات تشمل أيضًا سلاح البحر عبر تعزيز العمل بالغواصات المستقلة مثل "غوست شارك" والروبوتات المخصّصة لتعقّب الغواصات، إضافة إلى دعم وحدات المشاة بقدرات تسمح بنشر أسراب من الطائرات المسيّرة كوحدة متكاملة.
لكن الخبراء يحذّرون من تحديات متزايدة، أبرزها:
التشويش الإلكتروني
نقل البيانات دون الاعتماد على بنى تحتية ثابتة
الأسئلة الأخلاقية والقانونية حول قدرة الأنظمة على التمييز بين المدنيين والمقاتلين
وفي هذا الإطار، شدّدت جيسيكا دورسي من جامعة أوتريخت على أنّ "البشر يظلّون مسؤولين في النهاية عن الالتزام بالقانون الإنساني الدولي"، رغم تقدّم التقنيات المستقلّة.