تجدد الجدل في طهران بشأن مسار التفاوض النووي، بعد تصريحات لعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني فداحسين مالكي، قال فيها إن الولايات المتحدة بعثت رسائل لإحياء المحادثات مع إيران، إلا أنّ طهران رفضت الدخول في أي حوار في المرحلة الراهنة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، اليوم السبت، عن مالكي قوله إن “عدة رسائل أميركية وصلت عبر قنوات مختلفة، لكن طهران لا تثق بواشنطن”، مضيفًا أنّ الجانب الأميركي يطرح شروطًا مسبقة، أبرزها التخصيب الصفري، وهو ما ترفضه إيران بشكل قاطع.
واعتبر مالكي أنّ “حق التخصيب مكفول للدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي”، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل، التي لا تخضع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تملك قدرات نووية عالية التخصيب من دون أي رقابة دولية.
وفي السياق نفسه، حذّر من احتمال شن الولايات المتحدة أو إسرائيل ضربات ضد مجموعات متحالفة مع طهران في لبنان أو العراق أو اليمن، معتبرًا أنّ “الأميركيين والإسرائيليين باتوا في حالة عزلة متزايدة”، وفق تعبيره.
تصريحات مالكي تأتي بعد يومين من تأكيد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أنّ باب الدبلوماسية ما زال مفتوحًا، مع التمسّك في الوقت نفسه بحقوق بلاده الدفاعية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن سابقًا أنّ إيران تسعى إلى التفاوض، في حين قالت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن رسائل وصلت من الجانب الأميركي عبر وسطاء.
وشهد العام 2025 خمس جولات تفاوضية برعاية سلطنة عُمان، من دون التوصل إلى نتيجة. وفيما كان من المقرر عقد جولة سادسة، تعرّضت إيران لهجوم إسرائيلي مفاجئ تبعته غارات أميركية على منشآت نووية داخل البلاد، ما أدّى إلى تجميد المحادثات.
كما فشلت المباحثات التي جمعت الوفدين الإيراني والأوروبي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي، في تحقيق أي خرق نحو اتفاق جديد.