"ليبانون ديبايت"
من الواضح أن السجال حول تكليف السفير السابق سيمون كرم بترؤس وفد لبنان في لجنة الميكانيزم، وإطلاق الإشارة لمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، سيستمر لفترة طويلة وسط انقسام في الإتجاهات الداخلية إزاء هذه الخطوة.
لكن الأبعاد المرتقبة للمفاوضات كما يصفها مصدر دبلوماسي ل"ليبانون ديبايت"، لن تكون واضحة في المشهد الأمني الميداني، حيث أن الواقع يؤشر إلى إرباك وضبابية على مستوى تراجع الإعتداءات الإسرائيلية كما على مستوى الموقف الأميركي المباشر، والذي ظهر عبر رسالة عدد من أعضاء في الكونغرس الأميركي إلى رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، والتي تطالبهما بتنفيذ التزامات لبنان المتعلقة بنزع السلاح وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ولم ير المصدر الدبلوماسي أن هذه الرسالة تأتي في سياق منفصل عن مناخ الضغوط الاميركية، وتؤشر إلى قرار أميركي برفع حجم الضغط ليصل إلى مرحلة متقدمة، والذي كانت عبرت عنه الموفدة الأميركية مورغان أورتيغاس في مواقفها الأخيرة من مسألة حصرية السلاح، وقبلها السفير توم برّاك، وصولاً إلى المواقف الأخيرة.
ويتحدث هذا المصدر عن أن عنوان الضغط الأميركي على السلطة اللبنانية بكل مكوّناتها، يهدف لدفعها نحو السير بقرار حصرية السلاح بايقاعٍ أسرع من الإيقاع الحالي بالإضافة إلى خطوات موازية على الصعيد السياسي وأبرزها الموقف السياسي الواضح والموحد من خيار التفاوض مع إسرائيل ولو على طاولة الميكانيزم.
وإذ يقرّ المصدر بأن ردة الفعل الإسرائيلية على تعيين كرم تأتي في الإتجاه المعاكس للضغوط الأميركية، فهو يجد أنه على لبنان أن يواصل المساعي الدبلوماسية من أجل تنفيذ القرار 1701 ودفع إسرائيل للإنسحاب حتى الخط الأزرق من ضمن دينامية دبلوماسية جديدة، خصوصاً وأن هذا الخيار قد يكون الوحيد المتاح أمام لبنان في ظل موازين القوى العسكرية بعد حرب "إسناد غزة".
الـــمــــزيــــــــــد
