اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الأحد 07 كانون الأول 2025 - 20:45 روسيا اليوم
روسيا اليوم

"خططٌ سرية"... شهادات تروي اللحظات الأخيرة لخروج إيران من دمشق قبل سقوط الأسد

"خططٌ سرية"... شهادات تروي اللحظات الأخيرة لخروج إيران من دمشق قبل سقوط الأسد

روى ضباط وموظفون سوريون سابقون في شهادات متقاطعة لوكالة الصحافة الفرنسية تفاصيل ما قالوا إنّه انسحاب إيراني كامل ومفاجئ من سوريا قبل يومين فقط من سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، في خطوة وُصفت بأنّها صادمة رغم سنوات الدعم العسكري والسياسي الذي قدّمته طهران لدمشق.


وبحسب شهادات المتحدثين، فإنّ 5 كانون الأول 2024 شكّل نقطة التحول الحاسمة. إذ يؤكّد ضابط سوري سابق خدم داخل أحد المقار الأمنية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في دمشق أنه تلقّى اتصالًا في ذلك اليوم يدعوه إلى اجتماع عاجل في مقرّ العمليات في حيّ المزة. وهناك، أبلغهم قائد ميداني يُعرف باسم الحاج أبو إبراهيم بأنّ الحرس الثوري يغادر سوريا "ابتداءً من اليوم"، مع أوامر فورية:

بإتلاف الوثائق الحسّاسة

وإزالة الأقراص الصلبة من الحواسيب

وصرف راتب شهر مسبقًا للعناصر.


الضابط نفسه اعتبر أن التعليمات عكست خطة معدّة مسبقًا، خصوصًا في ظل تراجع مواقع القوات الحكومية في الشمال، من حلب وصولًا إلى ريف حماة. وبعد يومين فقط — وفق قوله — انهار الحكم وفرّ الأسد من دمشق.


وسجّلت شهادات موظفين سابقين في القنصلية الإيرانية بدمشق وقائع موازية، إذ أكّدوا إخلاء القنصلية بالكامل مساء 5 كانون الأول، وانتقال البعثة الدبلوماسية إلى بيروت، مع صرف ثلاثة أشهر من الرواتب مقدّمًا للعاملين السوريين. كما غادر عدد من الدبلوماسيين والعسكريين الإيرانيين برفقة ضباط كبار من الحرس الثوري.


وأفاد موظفون وسائقون بأنّ معبر جديدة يابوس – المصنع على الحدود السورية – اللبنانية شهد ازدحامًا غير مسبوق خلال يومي الإخلاء.


وفي شمال البلاد، قال العقيد السابق في وزارة الدفاع السورية محمد ديبو إن الانسحاب كان سريعًا عقب خسارة حلب، لافتًا إلى عملية نفّذها ثلاثة مهاجمين ضد مواقع إيرانية وأدّت إلى سقوط قتلى بينهم قيادي بارز هو سردار بور هاشمي الذي أُعلن مقتله أواخر تشرين الثاني الماضي.


وبحسب ديبو، تمّ:

إجلاء نحو 4000 عنصر إيراني عبر قاعدة حميميم الروسية

فيما فرّ آخرون إلى لبنان والعراق

العثور لاحقًا على وثائق وجوازات سفر تُركت داخل مواقع إيرانية مهجورة، ما دلّ على سرعة الانسحاب وضخامته


وفي السياق نفسه، كشف مصدر ميداني في “حزب الله” — وفق ما نقلته الوكالة — أنّ المقاتلين تلقّوا أوامر بإخلاء مواقعهم في محيط حمص ودمشق عشية الانهيار.


وخلال سنوات الحرب السورية، كانت القوات الإيرانية والفصائل المتحالفة معها تنتشر في مواقع استراتيجية داخل العاصمة ومحيطها، من بينها مطار دمشق الدولي ومناطق المزة والسيدة زينب، فضلًا عن حضور واسع في حلب ونبل والزهراء وريف حماة. وقد تعرّضت تلك المواقع لضربات متكرّرة نُسبت لإسرائيل بهدف الحدّ من ترسيخ الوجود العسكري الإيراني قرب الحدود.


وتعكس هذه الشهادات — بحسب وكالة الصحافة الفرنسية — أن الانسحاب الإيراني أتى ضمن قرار محسوب وسريع التنفيذ، متزامنًا مع اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام في دمشق.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة