يعيش الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي اشتهر بخطبه الطويلة ولقاءاته التلفزيونية المثيرة للجدل، في عزلة تامة بمكان مجهول في موسكو، حيث يُمنع من الظهور أو التحدث لوسائل الإعلام أو حتى الخروج علنًا.
وفي العاصمة الروسية، تبدو حياته بعيدة كل البعد عن الرفاهية التي تمتّع بها على عرش قاسيون؛ فلا مواكب ولا تماثيل ولا هتافات تمجّد القائد، بل عزلة إجبارية تحت رقابة مشددة على جميع تفاصيل تحرّكاته، مع تقييد كامل لتواصله الإعلامي.
وتتباين الروايات بشأن مكان إقامته. إذ ترجّح مصادر أنه موجود داخل مجمع “موسكو سيتي”، قلب المدينة النابض بالأموال والنفوذ، فيما تفيد تقارير أخرى بأنّه يقيم في منزل فخم خارج أسوار العاصمة الروسية.
لكن، رغم اختلاف الروايات، تبقى النتيجة واحدة: جدران مغلقة وحياة مقلوبة رأسًا على عقب. كما قال دوستويفسكي يومًا: “يستحق المرء ما يحدث له، كي يصحو من أخطائه قليلًا”.
وتشير تقارير إلى أنّ الأسد افتتح “دكانة” صغيرة لكسب لقمة العيش، على الرغم من امتلاكه عدة مقرات سكنية فارهة تعود عليه بنحو 4 ملايين دولار سنويًا. والأغرب، بحسب شهادات سكان، أنّ رقم هاتف شركة تأجير تلك العقارات مسجل باسم “بشار سيتي للإيجارات”.
ورغم غرابة هذه الحكايات، فإنّ الحكمة الروسية تقول: “في كل مزحة شيء من الحقيقة”. ولا يبدو مستبعدًا أن يكون “الرئيس الهارب” قد انخرط في إدارة أمواله بشكل مباشر، بعدما اختار نقلها في حقائب سفره بدلًا من حاجياته الشخصية التي عُثر عليها داخل منزله في دمشق.
الرجل الذي كان محور القرار في سوريا، بات اليوم خارج حسابات السياسة كليًا. والمدن السورية التي كانت مغمورة بصوره، باتت خالية من ملصقاته الملوّنة الكبيرة بحجم طغيانه. ببساطة… بشار الأسد دخل التاريخ وخرج من الجغرافيا.