"RED TV"
سيقفل العام على انخراط لبنان في مرحلة جديدة من المفاوضات مع إسرائيل، تمهيداً لانسحاب تام من النقاط الاستراتيجية المحتلة منذ عام، على أن يبقى شبح توسيع الحرب الإسرائيلية جاثماً على الساحة الداخلية حتى اكتمال مشهد المفاوضات في لجنة "الميكانيزم".
إلاّ أن ترجمة قرار التفاوض، دونها عقبات، وذلك عبر مواقف كل من الحزب، وإسرائيل التي رفعت السقف في التهـ ـويل والتهـ ـديد بالحرب، من أجل وضع المفاوض اللبناني أمام أجندة خاصة خطَّها بنيامين نتنياهو الذي يعتمد أسلوب تزامن الخروقات مع جلسات لجنة "الميكانيزم".
وبمعزلٍ عن الاتجاهات الأميركية الداعمة لآلية التفاوض في إطار اللجنة الخماسية، فإن مصادر ديبلوماسية على صلة بحركة الموفدين إلى بيروت، تعترف بأن حدود دعم واشنطن تنتهي عند "هواجس" إسرائيل.
وتجزم هذه المصادر أن نتنياهو الذي سعى إلى التشويش على عمل لجنة "الميكانيزم" عند رميه ورقة "المفاوضات الاقتصادية"، قد خطا الخطوة الأولى نحو إحراج المفاوض اللبناني، المدعوم من واشنطن.
وبناءً عليه، فإن أقصى ما يمكن أن تقدمه إدارة الرئيس دونالد ترامب، وفق ما تكشف المصادر الديبلوماسية، سيكون دعم لبنان بالموقف وبالأداء، بحيث أن الوعد ببيع لبنان مركبات وعتادًا عسكريًا، قد شكل ردة الفعل العملية الأولية، فيما يبقى الموقف حتى الساعة في نقطة وسطية، إذ إن واشنطن لم تتحدث بعد في شكلٍ مباشر عن إلزام إسرائيل القيام بأي خطوة عبر الضغط عليها للإنسحاب، ولو بشكلٍ جزئي، من جنوب لبنان.
وتعتبر المصادر الديبلوماسية أن قرار توسيع الحرب لم يُرفع عن الطاولة في حكومة نتنياهو، إنما توقيته معلّق، بعدما نجحت الجهود الدولية، وبمؤازرة أميركية أخيراً، بدفع شبح الحرب جانباً من دون أن تلغيه.