أثار حديث مسؤولين إسرائيليين عن "الخط الحدودي الجديد" مع غزة مخاوف دبلوماسية بشأن مستقبل القطاع ومصير خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذات البنود الـ20 لإحلال السلام فيه.
وبحسب ما أفادت به صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عبّر دبلوماسيون عن قلقهم من إمكانية تقسيم غزة، خاصة بعدما اعتبرت إسرائيل الخط الأصفر "حدودًا جديدة" للقطاع، في ظل غموض يلف المرحلة الثانية من الاتفاق.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير قد وصف الخط الأصفر، الذي انسحب إليه الجيش بعد وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول الماضي، بأنّه "الخط الحدودي الجديد". وقال في تصريحات صحافية الأحد:
"إسرائيل تفرض سيطرة عملية على أجزاء واسعة من قطاع غزة، وسنبقى على هذه الخطوط الدفاعية. فالخط الأصفر يشكّل خط الدفاع المتقدم لمجتمعنا وموقعًا للعمليات العسكرية".
ورغم هذه التصريحات، لم يكشف زامير عن تفاصيل إضافية، فيما يستمر الغموض حول كيفية تنفيذ المراحل اللاحقة من خطة ترامب التي تنص على نزع سلاح حركة حماس وانسحاب إسرائيل من القطاع تمهيدًا لنشر قوة استقرار دولية في غزة.
وبموجب الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحماس، كان متوقعًا انسحاب الجيش تدريجيًا من الخط الأصفر مع تقدّم خطة السلام. إلا أنّ استمرار تموضع القوات الإسرائيلية على هذا الخط بعد نحو شهرين من بدء وقف إطلاق النار أثار مخاوف دبلوماسية من تحول التقسيم إلى واقع دائم، خصوصًا في ظل بحث مسؤولين إسرائيليين إمكان إعادة إعمار الجزء الخاضع لسيطرتهم، الأمر الذي قد يبقي أكثر من مليوني غزاوي بلا حلول ملموسة.
من جانبه، أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار — التي شملت تسليم حماس الرهائن الأحياء والقتلى — أوشكت على الانتهاء، مشيرًا إلى إمكان بدء المرحلة الثانية خلال هذا الشهر.
وقد سلّمت حماس جميع الرهائن الأحياء في تشرين الأول، وأعادت لاحقًا رفات جميع الضحايا باستثناء رهينة واحدة.
ومع ذلك، أعرب نتنياهو خلال لقائه مع السفراء الإسرائيليين عن شكوكه في قدرة القوة الدولية المزمع نشرها في غزة على نزع سلاح حماس، مؤكداً أنّ إسرائيل "ستتولى المهمة" إذا عجزت تلك القوة عن ذلك. ولا تزال تفاصيل كثيرة تتعلق بمهام القوة، ومشاركيها، وطبيعة تفويضها، غير واضحة حتى الآن.
في المقابل، أكدت حركة حماس استعدادها لـ**"تجميد أو تخزين"** أسلحتها في إطار وقف إطلاق النار، ضمن مسار أوسع يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية.