عادت مجددًا قضية الصحافي الأميركي أوستن تايس، الذي اعتُقل في سوريا عام 2012 وفُقدت آثاره منذ ذلك الحين، إلى الواجهة الدولية. فبعد تأكيد مصادر مقربة من النظام السوري السابق أنّ الشاب أُعدم، لا تزال والدته ديبرا تايس تبحث عن أي معلومة حول مصيره.
وبعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، توجّهت ديبرا العام الماضي إلى دمشق أملاً في الحصول على تفاصيل حول ابنها، حيث تلقّت وعدًا من الرئيس السوري أحمد الشرع بمتابعة الملف. إلا أنّها أطلت مجددًا مطالِبة هذه المرّة الحكومة الإسرائيلية بالكشف عمّا في حوزتها من معلومات.
وفي مقابلة مع قناة N12 الإسرائيلية، قالت ديبرا إنها طلبت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السماح لها بالاطلاع على المعلومات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حول أوستن، قائلة: "ليس سرًا أن لدى حكومة إسرائيل واحدة من أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم. وبما أن الحكومة الأميركية كانت منفتحة في مشاركة كل المعلومات السرية التي لديها عن ابننا، فنأمل أن تفعل تل أبيب الشيء نفسه".
كما ناشدت نتنياهو دعوتها إلى إسرائيل للاطلاع على المواد الاستخباراتية المتعلقة بالقضية. وكان مسؤولون إسرائيليون أوضحوا سابقًا أن الاستخبارات الإسرائيلية جمعت على مرّ السنين معلومات عن تايس وشاركتها بانتظام مع الجانب الأميركي.
وفي السياق ذاته، قال أفي كالو، ضابط احتياط برتبة مقدم ورئيس سابق لقسم الأسرى والمفقودين في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن تل أبيب تلقت على مرّ السنوات مؤشرات حول تورّط أجهزة الأمن السورية التابعة للنظام السابق في قضية الصحافي الأميركي، مؤكدًا أنّ المعلومات جرى تبادلها مع الاستخبارات الأميركية بشكل مستمر.
وبحسب ما تملكه الاستخبارات الأميركية، فإن آخر المعلومات المؤكدة حول تايس تعود إلى تشرين الأول 2024، أي قبل نحو ستة أسابيع من انهيار نظام الأسد. إلا أنّ عائلة أوستن تأمل أن تكون لدى الاستخبارات الإسرائيلية معطيات أحدث، أو مصادر على تواصل مع شخصيات من النظام السابق المقيمين في المنفى، قد تكشف مصير نجلهم.
يُذكر أنّ أوستن تايس، الذي كان نقيبًا سابقًا في مشاة البحرية الأميركية وصحافيًا مستقلاً لصالح صحيفة «واشنطن بوست» خلال السنوات الأولى من الحرب السورية، اختفى في آب 2012 بالقرب من دمشق، وكان يبلغ حينها 31 عامًا.
الـــمــــزيــــــــــد
