قالت صحيفة لوباريزيان إنّ الرئيس السوري بشار الأسد، المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، اختفى تماماً عن الأنظار منذ وصوله إلى روسيا، من دون أي ظهور علني أو نشر صور أو خطابات جديدة.
ووفق تقرير الصحيفة في دمشق بالوما دوبون دو دينشان، لا يزال الأسد، الذي يقيم في منفى محاط بالسرية في موسكو منذ سقوطه وفراره من دمشق في كانون الأول 2024، حاضراً في الوعي السوري، لكن بصفته مادة للشائعات والسخرية. إذ تنتشر في سوريا مقاطع وصور قديمة له تثير غضباً وتندّراً، أبرزها مشهد يعود إلى عام 2018 في الغوطة، ظهر فيه ساخراً من معاناة سكانها عندما سألته مستشارته: “ماذا تقول قبل أن نغادر الغوطة؟” فأجاب ضاحكاً: “لعنة الله على الغوطة”.
وأضاف التقرير أنّ الصور التي كانت تملأ سوريا طوال ربع قرن لم يبقَ منها اليوم سوى آثار باهتة على الجدران، تحوّل بعضها إلى ممسحات للأقدام، في مشهد يعكس تلاشي الهيبة السابقة.
ومنذ نقله إلى موسكو عبر قاعدة حميميم، بات الأسد، بحسب التقرير، “ظلّاً هارباً” تتكاثر حوله الشائعات، كادعاءات ظهوره متنكّراً بنقاب داخل متجر، أو تعرّضه لمحاولة تسميم، أو قضائه الوقت في ألعاب الفيديو داخل برج فاخر في “موسكو سيتي”.
وتابع التقرير أنّ سقوط النظام أعاد تسليط الضوء على الثروة الكبيرة لعائلة الأسد، مقابل معاناة السوريين خلال سنوات الحرب والانهيار.
ورغم أنّ منظمات حقوقية جمعت ملفات واسعة عن الانتهاكات المنسوبة إلى النظام السابق، فإنّ محاكمة الأسد تبقى شبه مستحيلة بفعل الحماية السياسية الروسية التي توفّر له ملاذاً آمناً.
وخلصت المراسلة إلى أنه في الوقت الذي يختبئ فيه الأسد في موسكو بعيداً عن الأنظار، تحاول سوريا مواجهة إرث ثقيل من الدمار والانقسام خلّفه حكمه.