أكد قائد الحرس الجمهوري في بنين، الكولونيل ديودونيه دجيمون تيفودجري، أنّ فرنسا نشرت وحدات من قواتها الخاصة لدعم الجيش البنيني في التصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت الأحد الماضي.
وقال تيفودجري، في اتصال مع وكالة "فرانس برس"، إنّ الجيش البنيني واجه المتمردين بشجاعة طوال اليوم، مضيفًا أنّ قوات خاصة فرنسية وصلت من أبيدجان في ساحل العاج وشاركت في عمليات التمشيط بعد إعادة السيطرة على الوضع.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد أعلنت الثلاثاء أنّ باريس دعمت حكومة بنين ضمن تحرك إقليمي شاركت فيه نيجيريا عبر شنّ ضربات جوية ضد الانقلابيين. ولفت أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أنّ الدعم شمل "قدرات مراقبة ورصد ودعمًا لوجستيًا"، دون تأكيد أو نفي وجود قوات فرنسية على الأرض.
وتأتي المحاولة الانقلابية في سياق سلسلة انقلابات شهدتها منطقة غرب إفريقيا، ولا سيما في النيجر وبوركينا فاسو، ما أدى إلى تراجع النفوذ الفرنسي في مستعمراته السابقة.
قدّر تيفودجري عدد المتمردين بنحو 100 عنصر، مشيرًا إلى امتلاكهم آليات مدرّعة واعتمادهم على عنصر المفاجأة، لكن من دون تلقي دعم إضافي من وحدات أخرى. وأوضح أنّ وحدات من الجيش التحمت سريعًا بالمعركة وساهمت في استعادة السيطرة على المواقع الحيوية في العاصمة كوتونو.
ولدى تحصّن المتمردين داخل معسكر في منطقة سكنية، لعبت الغارات الجوية النيجيرية ودعم القوات الخاصة الفرنسية دورًا أساسيًا في تجنّب وقوع أضرار جانبية كبيرة.
ولم يعلن تيفودجري حصيلة رسمية للضحايا، لكنه أكد أنّ المتمردين انسحبوا مصطحبين قتلى وجرحى بعد معركة طاحنة قرب مقرّ إقامة الرئيس باتريس تالون، مضيفًا: "كنا أمام سيناريو أسوأ، لكننا قمنا بواجبنا كجنود أوفياء للجمهورية".
ووفق السلطات، تم توقيف 12 عسكريًا على خلفية المحاولة الانقلابية، في حين يُشتبه بفرار قائد العملية إلى توغو.
وعقب يوم من التوتر، أعلن الرئيس تالون، الذي يستعد لمغادرة منصبه في نيسان المقبل بعد ولايتين، أنّ الوضع "تحت السيطرة بالكامل". وشهدت كوتونو الأربعاء تظاهرة حاشدة لمئات من أنصار الرئيس، نددوا خلالها بالمحاولة الانقلابية وأكدوا دعمهم له.
ومن المتوقع أن يكون وزير المالية روموالد واداني المرشح الأوفر حظًا لخلافة تالون، في انتخابات استُبعد منها حزب المعارضة الرئيسي.