نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن حزب الله استعاد قدراته القتالية على معظم الجبهات، مدعومًا بما وصفوه بـ"تدفّق متجدّد للأموال الإيرانية" خلال الأشهر الأخيرة. ووفق المصادر، ترى تل أبيب أن هذا التطور يعيد ميزان الردع إلى مرحلة ما قبل التصعيد الإقليمي، ما يجعل "الانتظار بلا سقف زمني" خيارًا غير مطروح لدى إسرائيل، في إشارة مباشرة إلى احتمال توسيع العمليات العسكرية إذا لم يُسجَّل تقدّم ملموس في المسار الدبلوماسي.
وأضافت الصحيفة أنّ هذا التقدير يأتي في وقت تعتبر فيه المؤسسات الأمنية الإسرائيلية أنّ وتيرة الدعم الإيراني لحزب الله ارتفعت بشكل ملحوظ بعد فترة من التباطؤ، الأمر الذي مكّن الحزب — بحسب الرواية الإسرائيلية — من إعادة تأهيل منظومته الصاروخية وشبكات القيادة والسيطرة، ورفع جهوزية وحدات النخبة لديه، وتحديدًا "الرضوان"، على خطوط المواجهة الشمالية.
وفي تسريب آخر للصحيفة الإسرائيلية، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين في تل أبيب قولهم إن لبنان تمكّن حتى الآن من تفكيك 80٪ من سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني، ضمن مسار يُقدَّم إسرائيليًا على أنه ثمرة ضغوط دبلوماسية مكثفة شاركت فيها واشنطن وباريس والأمم المتحدة. غير أنّ المسؤولين أنفسهم أشاروا إلى أنّ الحكومة اللبنانية غير قادرة على استكمال عملية نزع السلاح بالكامل قبل نهاية العام، نتيجة التعقيدات السياسية والأمنية المعروفة، بالإضافة إلى غياب قدرة الدولة على فرض قراراتها في المناطق الحساسة جنوبًا.
وتأتي هذه التقديرات في ظلّ تصعيد ميداني متقطّع على الجبهة اللبنانية–الإسرائيلية منذ تشرين الأول 2023، وتبادل ضربات محدود ظلّ تحت سقف الحرب الشاملة، فيما واصلت واشنطن وباريس وجهات دولية أخرى السعي لبلورة "تسوية مرحلية" تمنع الانزلاق إلى مواجهة واسعة.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإنّ تل أبيب تعتبر أنّ عودة القدرات الهجومية لحزب الله تشكل تهديدًا استراتيجيًا لا يمكن التعامل معه بالوسائل الدبلوماسية وحدها، خصوصًا مع استمرار الحزب في إطلاق المسيّرات والصواريخ نحو مواقع عسكرية في الجليل، بالتوازي مع توسّع نشاطه الدفاعي شمال الليطاني.
كما ترتبط التحذيرات الإسرائيلية بملف تطبيق القرار 1701 الذي يفترض — وفق تفسير إسرائيل — منع أي وجود مسلح لحزب الله جنوب الليطاني، بينما ترى بيروت أن القرار لم يُطبَّق كاملًا من الجانب الإسرائيلي، خصوصًا لجهة الانسحاب من مزارع شبعا وإطلاق الأسرى ووقف الخروق الجوية اليومية.
وفي هذا السياق، يعتبر مراقبون أنّ تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تمثل جزءًا من ضغط سياسي موجّه نحو المجتمع الدولي، في محاولة لدفع الأطراف الوسيطة إلى تسريع تسوية الملف الحدودي مع لبنان، وفرض صيغة أمنية جديدة تُبعد مقاتلي الحزب أكثر نحو العمق اللبناني.