أدّى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، صلاة الجمعة في مقر المجلس على طريق المطار، وألقى خطبته التي استهلّها بالحديث عن ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء “التي كانت أمّ أبيها وأمّ الأئمة”، داعيًا النساء إلى الاقتداء بسيرتها القيمية والإنسانية.
وشدّد الخطيب في مستهلّ الخطبة على أهمية تصحيح الثقافة السائدة في المجتمع، محذرًا من الارتهان للنماذج الغربية، ومؤكّدًا ضرورة أن ينتج اللبنانيون فكرهم وقيمهم ويحافظوا على كرامتهم وهويتهم.
وفي الشقّ السياسي، رأى الخطيب أنّ البلاد تمرّ بـ مرحلة استثنائية صعبة تتكثّف فيها الضغوط الداخلية والخارجية، “لدفع اللبنانيين نحو التبعية والتنازلات”، وذلك عبر الترويج لمسار المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، سواء بالتهويل والتهديد بالحرب أو عبر تسويق إيجابيات التفاوض، واصفًا ذلك بأنه محاولة لـ“تزيين الخضوع والاستسلام بطريقة العصا والجزرة”.
وأضاف أنّ التفاوض المباشر في ظلّ اختلال ميزان القوى العسكرية والدعم الدولي لإسرائيل “سيقود لبنان إلى الهاوية”، معتبرًا أنّ قرار الحرب والسلم ليس بيد لبنان اليوم في ظلّ الانقسام الداخلي حول الخيارات المستقبلية.
وحذّر الخطيب من مخططات تُطرح في هذه المرحلة، أبرزها الحديث عن منطقة اقتصادية صناعية خالية من أهلها في جنوب لبنان، معتبرًا أنّها ستكون في الواقع “منطقة أمنية تُشكّل سياجًا للعدو واحتلالًا مقنّعًا”، مشيرًا إلى أنّ الخطوة الأولى ظهرت في القرار الدولي القاضي بسحب قوات اليونيفيل من جنوب الليطاني.
ورأى أنّ هذه المخططات لن تكتمل إلا عبر فتنة داخلية يعمل عليها البعض من خلال “نصب الأفخاخ، وتحريك الشارع، وبثّ الفرقة”، داعيًا الأهالي إلى التروي وضبط الانفعالات والحكمة في التعامل مع أي استفزازات.
كما دعا السلطة اللبنانية إلى عدم الاندفاع خلف المشاريع الخارجية “التي لا تريد خيرًا للبنان”، مؤكّدًا ضرورة مواجهة هذه المخططات بوحدة وطنية شاملة، لأن “العدو لا يستهدف فئة بعينها بل يستهدف كل لبنان”.
وشدّد الخطيب على أنّ الطائفة الشيعية “كانت ولا تزال سياج لبنان وقد دفعت أثمانًا كبيرة دفاعًا عنه وعن كرامته”، داعيًا جميع الطوائف إلى الوقوف في وجه “المشاريع التي تستهدف لبنان”، محذرًا من طرح أفكار “تدّعي الصداقة للبنان فيما تدعو إلى ضمّه إلى سوريا”.
وختم بالدعوة إلى استنهاض القوى الداخلية والتماسك الوطني لمنع الفتنة وحماية لبنان من الانهيار.
الـــمــــزيــــــــــد
