توقّعت صحيفة “جيروزاليم بوست” اقتراب لحظة توقيع اتفاق ضخم لتصدير الغاز بين إسرائيل ومصر، بقيمة تُقدَّر بنحو 35 مليار دولار، بعد سنوات من التأجيل نتيجة عقبات أمنية وسياسية، وفي ظلّ دفع أميركي مباشر يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق المنتظر — والذي قد يُوقَّع خلال أيام — سيتيح لإسرائيل تصدير الغاز من حقل "ليفياثان" حتى عام 2040. ورغم الجدوى الاقتصادية الكبيرة للصفقة، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين قد أرجآ إقرارها مرارًا، بسبب تحفّظات تتعلق بالتسعير والضمانات الأمنية.
مصادر إسرائيلية أكدت للصحيفة أنّ الإدارة الأميركية دفعت بقوة في اتجاه إنجاز الاتفاق، في إطار مساعٍ لتهيئة الظروف لعقد لقاء بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أول اجتماع علني بين الجانبين منذ سنوات.
ووصف مسؤولون إسرائيليون الصفقة بأنها “من أكثر الصفقات ربحية لإسرائيل”، نظراً لحجمها وتأثيرها الاستراتيجي على سوق الطاقة.
وكان وزير الطاقة الأميركي قد ألغى قبل أسابيع زيارة إلى إسرائيل، احتجاجًا على عدم تقدّم الحكومة الإسرائيلية في الاتفاق. وأوضح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين لاحقًا أنّ الجانب الأميركي كان مستعجلاً للتوقيع، فيما أصرت إسرائيل على “ضمان الجوانب الأمنية والتسعير العادل”، على حد تعبيره.
ووفق التقرير، فإن إسرائيل طلبت أيضًا ضمانات إضافية من مصر حول التزامها الكامل باتفاق السلام، في ضوء تقارير عن نشاط عسكري مصري في سيناء يُعتقد أنه خالف تفاهمات أمنية سابقة.
وقال كوهين الشهر الماضي: “بعدما أدرك المصريون جديتنا، أبدوا حماسة لمعالجة هذه المسائل. أعتقد أن حلًا سيُتوصل إليه.”
وتوقّعت الصحيفة أن يشكّل الاتفاق — إن تمّ — محطة مفصلية في العلاقات الإسرائيلية – المصرية، كما سيعزز الدور الأميركي في هندسة التفاهمات الإقليمية في مرحلة شديدة الحساسية تشهدها المنطقة.