نشر ديمقراطيون في لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي، يوم الجمعة 19 كانون الأول، صورًا جديدة حصلوا عليها من القائمين على تركة رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المدان بارتكاب جرائم جنسية، وتضمّنت صورًا للرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.
وأظهرت الصور التي نشرها الأعضاء الديمقراطيون في اللجنة، والتي يبلغ عددها 19 صورة، ظهور ترامب في ثلاث منها، في إطار مراجعة أكثر من 95 ألف صورة صادرة عن تركة إبستين.
في إحدى الصور بالأبيض والأسود، بدا ترامب مبتسمًا وإلى جانبيه عدد من النساء جرى حجب وجوههن. كما ظهر في صورة ثانية واقفًا إلى جانب إبستين، وفي صورة ثالثة أقل وضوحًا جالسًا قرب امرأة حُجب وجهها أيضًا، مع ربطة عنق مرتخية. ولم يُعرف زمان أو مكان التقاط هذه الصور.

وفي تعليق على الموضوع، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون إن إدارة ترامب “قدّمت لضحايا إبستين ما لم يقدّمه الديمقراطيون يومًا”، معتبرة أنّ الوقت حان “لتتوقف وسائل الإعلام عن ترديد الرسائل التي يروّج لها الديمقراطيون، وتسألهم عن سبب رغبتهم في إعادة فتح ملف إبستين حتى بعد إدانته”.
وتضمّنت الصور أيضًا ظهور شخصيات بارزة أخرى، بينها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ومساعد ترامب السابق ستيف بانون، ورجل الأعمال بيل غيتس، ووزير الخزانة السابق لاري سامرز.
في المقابل، قال المتحدث باسم لجنة الرقابة، التي يرأسها النائب الجمهوري جيمس كومر عن ولاية كنتاكي، إن الديمقراطيين “يسعون إلى تسييس التحقيق عبر انتقاء صور وإجراء تنقيحات لاستهداف الرئيس ترامب وترويج رواية كاذبة عنه”.
وبحسب الديمقراطيين، فإن الأرشيف يضم “صورًا لرجال أثرياء وأقوياء قضوا وقتًا مع جيفري إبستين”، إضافة إلى “صور لنساء ولممتلكات إبستين”، على أن يُنشر المزيد منها في الأيام المقبلة.
وقال النائب روبرت غارسيا عن ولاية كاليفورنيا، وهو أكبر الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الرقابة، في بيان إن “هذه الصور المزعجة تثير مزيدًا من الأسئلة حول إبستين وعلاقاته مع بعض من أقوى رجال العالم”، مضيفًا: “لن نرتاح حتى يعرف الشعب الأميركي الحقيقة. على وزارة العدل نشر كل الملفات الآن”.
وأوضح الديمقراطيون في الكونغرس أنهم حجبوا وجوه النساء في الصور حمايةً لهوياتهن. ولا تزال اللجنة تواصل الحصول على الوثائق ونشرها، رغم أن وزارة العدل الأميركية يُتوقع أن تكشف في أواخر الأسبوع المقبل ملفات إبستين غير السرّية الناتجة عن التحقيق الاتحادي.
وكان ترامب قد وقّع الشهر الماضي مشروع قانون يُلزم وزارة العدل بنشر ملفات إبستين خلال مهلة 30 يومًا تنتهي في 19 كانون الأول. ويُذكر أن ترامب وإبستين كانا صديقين خلال تسعينيات القرن الماضي وبدايات الألفية الجديدة، إلا أن ترامب يؤكد أنه قطع علاقته به قبل إقراره بالذنب في قضايا استغلال قاصرات والاتجار بهن جنسيًا.
وفي سياق متصل، قلّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أهمية الصور الجديدة التي نشرها الديمقراطيون في قضية إبستين.
وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي: “لم أرَها، لكن الجميع كان يعرف هذا الرجل”، مضيفًا أن إبستين “كان موجودًا في كل مكان في بالم بيتش، ولديه صور مع الجميع”.
وتابع ترامب، “هناك مئات ومئات الأشخاص الذين لديهم صور معه، لذا فهذا ليس أمرًا مهمًا. لا أعرف شيئًا عن ذلك”.
وتُظهر إحدى الصور المنشورة ترامب مع ست نساء يرتدين عقودًا من الزهور، وقد جرى حجب وجوههن، فيما تظهر صورة أخرى ما يبدو أنه وعاء من الواقيات الذكرية يحمل رسمًا كاريكاتوريًا لوجه ترامب مع عبارة “أنا ضخم جدًا”.
كما تضمّنت الصور الجديدة ظهور شخصيات مؤثرة أخرى، من بينها بيل كلينتون، وستيف بانون، وبيل غيتس، وريتشارد برانسون.