اقليمي ودولي

الجزيرة
السبت 13 كانون الأول 2025 - 13:59 الجزيرة
الجزيرة

من الصداقة إلى العداء... صحيفة تكشف كيف سيغيّر ترامب أنظمة أوروبا

من الصداقة إلى العداء... صحيفة تكشف كيف سيغيّر ترامب أنظمة أوروبا

يرى الكاتب الصحافي جوناثان فريدلاند أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تعد شريكاً متردداً لأوروبا، بل تحوّلت إلى طرف معادٍ يسعى بشكل معلَن إلى التأثير في مستقبلها السياسي.


وكتب فريدلاند، في عموده بصحيفة "غارديان"، أن هذا التوجّه وصل إلى حد العمل على تغيير الأنظمة داخل القارة الأوروبية، مستنداً إلى ما ورد في استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة، التي اعتبرت أن "تنامي نفوذ الأحزاب الأوروبية الوطنية" أمر يدعو إلى التفاؤل، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستبذل ما في وسعها لمساعدة أوروبا على "تصحيح مسارها الحالي".


ووجّهت استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة انتقادات حادة إلى أوروبا، معتبرة أنها مهددة بالاندثار الحضاري نتيجة الهجرة وتراجع معدلات الولادة، إضافة إلى ما تصفه بقمع حرية التعبير.


وأكد فريدلاند أن هذا الخطاب، الذي يعكس رؤية ثقافية وعنصرية ترى أن أوروبا تفقد هويتها البيضاء والمسيحية، لا يقتصر على لغة أيديولوجية أو مزايدات إعلامية، بل يشكّل خطة سياسية واضحة تعلن واشنطن بموجبها نيتها دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة واليمين المتشدد في دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والعمل على إضعاف الاتحاد الأوروبي.


ويربط الكاتب هذا التوجّه بالمصالح الروسية، معتبراً أن تقويض الاتحاد الأوروبي هدف استراتيجي قديم لموسكو، وهو ما يفسّر الترحيب الروسي بالسياسة الأميركية الجديدة، في تقاطع غير مسبوق بين موقفي واشنطن والكرملين.


ويتناول فريدلاند في مقاله أسباب العداء الأميركي للاتحاد الأوروبي، مرجحاً أن جزءاً من هذا العداء يعود إلى قدرة الاتحاد على فرض قيود وتنظيمات تحدّ من نفوذ شركات أميركية وشخصيات نافذة، من بينها إيلون ماسك، إضافة إلى رغبة ترامب في التعامل مع دول أوروبية متفرقة يسهل الضغط عليها بدلاً من تكتل أوروبي موحّد وقوي.


وبغض النظر عن الدوافع، يؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة باتت تنظر إلى الاتحاد الأوروبي على أنه خصم لا حليف، وهو واقع لم يعد قابلاً للإنكار. ويشير إلى أن المدافعين عن ترامب حاولوا القول إن الإدارة الأميركية لا تعادي أوروبا بحد ذاتها، بل الاتحاد الأوروبي تحديداً.


ويرى فريدلاند أن أوروبا تواجه "لحظة مفصلية" تتطلب شجاعة سياسية للاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة عميقة، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد مضموناً.


وعلى الصعيد الأمني، ينتقد الكاتب الموقف الأميركي من الحرب في أوكرانيا، معتبراً أن واشنطن تمارس ضغوطاً على كييف للقبول بشروط تصب في مصلحة روسيا، في وقت يتجاهل فيه قادة أوروبيون، من بينهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" مارك روته، حقيقة أن أقوى دولة في الحلف باتت أقرب إلى موسكو منها إلى حلفائها التقليديين.


ومن جهة أخرى، يسلّط المقال الضوء على التناقض في الموقف البريطاني، إذ يعلن رئيس الوزراء كير ستارمر دعمه لأوكرانيا، لكنه يواصل إعطاء الأولوية للعلاقة مع واشنطن على حساب التعاون الأوروبي، سواء في ملفات الدفاع أو التجارة.


ويخلص فريدلاند إلى أن أوروبا تقف أمام لحظة حاسمة تفرض عليها الاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة حقيقية، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد خياراً مضموناً، داعياً القادة الأوروبيين إلى مواجهة هذا الواقع وبناء موقف أوروبي أكثر استقلالية وتماسكاً، بدلاً من التمسك بعلاقات لم تعد متبادلة ولا قائمة على الثقة السابقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة