"ليبانون ديبايت"
في مشهد لافت، ظهر الموقوف الشيخ أحمد الأسير في شوارع بيروت وخارج أسوار سجن رومية، ما أثار اهتماماً واسعاً مع تداول صور تُظهره أثناء خروجه من أحد المستشفيات تحت حراسة أمنية مشددة. وبدت على الأسير علامات الإعياء والتقدم في السن، ولا سيما أنه موقوف منذ نحو 12 عاماً.
وكان الأسير قد أُوقف عام 2013 على خلفية أحداث عبرا، التي شهدت اشتباكات بين مناصريه والجيش اللبناني، وأسفرت عن استشهاد نحو 23 ضابطاً وجندياً. وفي الآونة الأخيرة، تصاعد الحديث عن تدهور في وضعه الصحي، الأمر الذي استدعى إخضاعه لمتابعة طبية دقيقة.
وفي هذا السياق، أوضح الناشط في ملف عبرا خالد البوبو، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أنه عند إثارة الحالة الصحية للأسير في الإعلام، بادر المعنيون بالملف إلى متابعة وضعه الصحي كسجين، نظراً لخطورة حالته وحاجته إلى رعاية طبية متخصصة في مستشفى غير تلك التي يُنقل إليها السجناء عادة. وأشار إلى أنه تم العمل على تأمين تقارير الفحوصات اللازمة لتزويد طبيب القلب المشرف على حالته بها، وبناءً عليه جرى نقله إلى مستشفى المقاصد لإجراء التخطيط والفحوصات المطلوبة.

ولفت البوبو إلى أن المتابعة تتركز على وضع قلب الأسير، حيث إن كفاءة عضلة القلب كانت بحدود 50 في المئة، ثم تراجعت إلى نحو 47 في المئة، ما يدل على تدهور حالته الصحية بدلاً من تحسنها، ويثير مخاوف جدية حيال سلامته. وأضاف أن الأسير يعاني أيضاً من داء السكري، ما يزيد من احتمالات تعرضه لجلطات، فضلاً عن الحاجة المستمرة إلى تأمين الأدوية اللازمة له.
أما لجهة ظروف الاعتقال، فرأى البوبو أنها تنعكس سلباً بشكل مباشر على وضعه الصحي، إذ إنه محتجز في غرفة لا تصلها أشعة الشمس ولا تتوافر فيها تغذية مناسبة، ويُطلب منه تأمين احتياجاته الأساسية من أدوية ومياه، في ظل غياب الإشراف الطبي الدائم. كما أشار إلى الأثر النفسي القاسي الذي تطال تبعاته السجناء عموماً، معتبراً أن حالات الوفاة التي سُجلت مؤخراً تشكل دليلاً واضحاً على قسوة هذه الظروف وعدم إنسانيتها.
من جهته، أكد المحامي محمد الصبلوح أن الأسير نُقل بالفعل إلى مستشفى المقاصد لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يخضع لعملية تمييل في القلب خلال الأيام المقبلة. وأوضح أن الزيارة الأخيرة جاءت للاطلاع على وضعه الصحي بدقة واستكمال الفحوصات المطلوبة تمهيداً لاتخاذ القرار الطبي المناسب.