"العشاء الأخير": الخطأ القاتل الذي ارتكبه الرجل الثاني في حماس وأدّى إلى تصفيته (صور)

في إطار عملية حملت اسم «العشاء الأخير»، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، اليوم السبت، تنفيذ عملية اغتيال استهدفت رائد سعد، الذي تصفه إسرائيل بأنّه الرجل الثاني في حركة حماس ونائب قائد جناحها العسكري، وأحد المقرّبين من محمد الضيف، وعضو في الدائرة الضيّقة التي خطّطت ونفّذت هجوم 7 تشرين الأول 2023.

وأكدت مصادر إسرائيلية رسمية نجاح عملية الاغتيال، مشيرة إلى أنّ سعد كان يتصدّر قائمة المطلوبين لدى الجيش الإسرائيلي والشاباك خلال العامين الماضيين. ووفق المعلومات، كان سعد يستقلّ مركبة على محور الساحل، قبل أن ترصد شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) والشاباك تحرّكاته، ليُنفّذ سلاح الجو الإسرائيلي غارتين متتاليتين استهدفتا المركبة في غرب مدينة غزة، في عملية وُصفت بأنّها «تأكيد إصابة».

ويُعدّ رائد سعد، بحسب المصادر الإسرائيلية، المسؤول الأبرز عن إعادة بناء وترميم القدرات العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة، حيث عمل خلال العامين الماضيين في الخفاء لتفادي الرصد الأمني. وأفادت المصادر بأنّ الشاباك بذل جهودًا استخبارية مكثّفة لتعقّبه تمهيدًا لتصفيته.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ اغتياله، في حال تأكّد نهائيًا، يُشكّل ضربة نوعية لحماس، نظرًا لدوره المحوري إلى جانب محمد الضيف ويحيى السنوار في التخطيط للهجوم الواسع الذي استهدف مستوطنات غلاف غزة وجنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023.

وبحسب تقارير واردة من داخل قطاع غزة، أسفرت الغارة عن سقوط ما لا يقل عن أربعة قتلى، إضافة إلى عدد من الجرحى، نتيجة استهداف مركبة سعد.

وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أنّ العملية جاءت ردًا مباشرًا على تفجير عبوة ناسفة استهدفت قوة من الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من صباح اليوم، ما أدّى إلى إصابة جنديين بجروح طفيفة، مشيرًا إلى أنّ قرار اغتيال سعد لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد فترة طويلة من الملاحقة الاستخبارية.

وعقب الإعلان عن العملية، أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس بيانًا مشتركًا قالا فيه إنّه، ردًا على قيام حماس بتفجير عبوة ناسفة أدّت إلى إصابة قوات إسرائيلية في المنطقة الصفراء من قطاع غزة، تم توجيه الجيش بتصفية رائد سعد، رئيس هيئة التعاظم في حماس.

وأضاف البيان أنّ سعد كان من مهندسي هجوم 7 تشرين الأول، وكان يعمل في هذه المرحلة على إعادة بناء قدرات حماس والتخطيط لهجمات ضد إسرائيل، في ما وصفه البيان بـخرق لقواعد وقف إطلاق النار. وختم نتنياهو وكاتس بتمنّي الشفاء العاجل للجنود المصابين خلال العملية الأمنية التي نُفّذت صباح اليوم.