اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأحد 14 كانون الأول 2025 - 07:21 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

خبير إسرائيلي يحذّر: التكتيك الإيراني الجديد لا يقلّ خطورة عن الصواريخ البالستية

خبير إسرائيلي يحذّر: التكتيك الإيراني الجديد لا يقلّ خطورة عن الصواريخ البالستية

حذّر خبير إسرائيلي في شؤون إيران وحرب الوعي من أن الأساليب الجديدة التي تعتمدها طهران للتأثير في المجتمعات والدول، وخصوصًا في فترات الانتخابات، لا تقل خطورة عن التهديدات العسكرية التقليدية، بما فيها الصواريخ الباليستية، داعيًا إلى التعامل مع هذا النوع من الهجمات بوصفه “جبهة قتال قائمة بذاتها”.


وجاء ذلك في حديث لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية أجرته مع شاغيف أسولين، القائد السابق في أحد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، والباحث في “معهد القدس للأمن والعلاقات الخارجية”، والمتخصص في الشأن الإيراني ولحرب الوعي والتأثير، وذلك على خلفية اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، والتحذيرات التي أطلقها مراقب الدولة من تعرّض إسرائيل لتدخلات أجنبية وهجمات سيبرانية إيرانية قد تطال العملية الانتخابية نفسها.


وأشار أسولين إلى أن التحذير الرسمي تضمّن إشارات إلى “ثغرات خطيرة” في استعدادات الحكومة ولجنة الانتخابات، من شأنها، في حال استغلالها، أن تقوّض ثقة الجمهور بالمسار الديمقراطي. وقال في هذا السياق إن “العالم، وإسرائيل بشكل خاص، دخل مرحلة جديدة في ما يتعلّق بالانتخابات”، مضيفًا: “التهديد المتمثل بالتأثير الخارجي لم يعد مسألة تقنية أو رقمية فقط، بل بات خطرًا أمنيًا لا يقل خطورة عن إطلاق صاروخ باليستي”.


وأوضح أن الخطأ الشائع يكمن في التعامل مع التدخل الخارجي وكأنه مجرد “هجوم سيبراني” على حواسيب أو مواقع إلكترونية، في حين أن الواقع مختلف تمامًا. وقال: “إيران لا تحتاج إلى اختراق خوادم أو شن هجمات سيبرانية تقليدية. هي تدخل مباشرة إلى وعي الناخبين، وتعمل على تشكيل الواقع الداخلي للدولة من خلال التأثير النفسي والاجتماعي”.


وبيّن أسولين أن أدوات التأثير تطورت بشكل غير مسبوق، إذ لم تعد تقتصر على نشر أخبار كاذبة أو حملات تشويه، بل باتت تعتمد على منظومات متكاملة قادرة على إنشاء آلاف الحسابات الوهمية ذات المصداقية العالية، وخلق شعور زائف بالإجماع، وتأجيج الصراعات بين المعسكرات السياسية والاجتماعية داخل المجتمع الواحد. وأضاف: “نحن نتحدث عن سلاح لتشكيل الوعي، لا لنقل المعلومات، بل لتوجيه الرأي العام وزعزعة الاستقرار الداخلي”.


وعن الأهداف الكامنة وراء هذا النوع من العمليات، أوضح أسولين أن الغاية لا تقتصر على ترجيح كفة سياسية على حساب أخرى، بل تتعداها إلى ضرب الثقة بالعملية الانتخابية نفسها. وقال: “الهدف هو خلق شعور عام بأن كل شيء مزوّر، وأن الانتخابات محسومة سلفًا، من خلال نشر روايات عن تلاعب وبوتات وصور رمزية وهمية، ما يؤدي إلى تآكل ثقة المواطنين بالديمقراطية وبمؤسسات الدولة”.


كما حذّر من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مخصص لكل فرد وفقًا لملفه النفسي، بما يسمح بالتأثير العميق والمباشر على سلوك الناخبين ومواقفهم، في ما وصفه بأنه “هندسة دقيقة للوعي”.


وفي ما يتعلّق بالحلول، دعا أسولين إلى إنشاء ما سماه “مقرّ قيادة الجبهة الثامنة”، معتبرًا أن إسرائيل بحاجة عاجلة إلى هيئة مركزية عليا تُعنى بحرب الوعي والتأثير، وتعمل تحت إشراف مباشر من مكتب رئيس الحكومة. وقال: “كما لدينا الشاباك والموساد وأذرع الاستخبارات العسكرية، يجب أن يكون هناك جهاز وطني مركزي مسؤول عن حماية الوعي الوطني ومواجهة تأثيرات العدو”.


وأوضح أن هذه القيادة يجب أن تنسّق عملها مع مختلف الأجهزة الأمنية، إضافة إلى وزارة الخارجية ووزارة شؤون الشتات، داعيًا في الوقت نفسه إلى إنهاء مفهوم “الإعلام التوضيحي” التقليدي، ودمجه ضمن منظومة شاملة لحرب الوعي والتأثير الوطني.


وشدّد أسولين على أن حماية نزاهة الانتخابات وثقة الجمهور بالديمقراطية يجب أن تُصنَّف كهدف أمني استراتيجي، لا مجرد قيمة مدنية أو شعار سياسي. وقال: “من يسيطر على السردية، يسيطر على النتيجة. ومن يكتفي بحماية صناديق الاقتراع تقنيًا، قد يخسر المعركة قبل أن تُفتح مراكز التصويت”.


وختم بالتحذير من أن إسرائيل ما زالت تعتمد مقاربات دفاعية “قديمة”، تركز على الأمن السيبراني التقليدي، في حين أن ساحة الصراع الحقيقية انتقلت إلى مستوى أعمق، هو الوعي الجماعي. وأضاف: “هذه ليست جبهة ناعمة، بل ساحة قتال كاملة. إذا واصلنا خوض معارك القرن الحادي والعشرين بأدوات القرن العشرين، فإننا نخاطر بفقدان السيطرة على وعينا الوطني، داخليًا وخارجيًا، كما نرى اليوم في الجامعات الغربية وفي المجتمعات الأوروبية”.


وأكد في الختام أن الانتقال من موقع الدفاع إلى الردع والهجوم في مجال حرب الوعي بات ضرورة، وليس خيارًا، في مواجهة خصوم “يلعبون هذه اللعبة بكل قوتهم، فيما لم تدخل إسرائيل بعد إلى هذه الجبهة بالشكل المطلوب”.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة