بعدما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) استشهاد جنديين أميركيين ومترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح، جراء الهجوم الذي وقع أمس في منطقة تدمر في البادية السورية، كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا تفاصيل إضافية حول منفذ الهجوم.
وأوضح البابا أن منفذ الهجوم الذي استهدف قوات أميركية وسورية قرب مدينة تدمر خلال تنفيذ جولة ميدانية مشتركة، لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي، ولا يُعد مرافقًا للقيادة، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للتأكد مما إذا كان مرتبطًا بتنظيم داعش أو يحمل فكر التنظيم.
وأضاف، في تصريحات لقناة "الإخبارية" السورية، أن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجّهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي، استنادًا إلى معلومات أولية تشير إلى احتمال حصول خرق أو هجمات من قبل خلايا داعش، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار. ولفت إلى أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصّن تابع لقيادة الأمن الداخلي، بعد انتهاء الجولة المشتركة بين الجانبين.
وشدّد البابا على أن "منفذ الهجوم لا يحمل أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي، ولا يُصنّف على أنه مرافق لقائد الأمن الداخلي"، نافيًا ما ورد في بعض الأخبار غير الدقيقة. كما أشار إلى أن أكثر من 5000 عنصر منتسبون لقيادة الأمن الداخلي في البادية، ويخضعون لتقييمات أسبوعية، وبناءً عليها تُتخذ الإجراءات المناسبة.
وكشف أن تقييمًا صدر في العاشر من الشهر الحالي بحق منفذ الهجوم أشار إلى احتمال امتلاكه أفكارًا تكفيرية أو متطرفة، وكان من المقرر صدور قرار بحقه يوم الأحد، كونه أول يوم دوام رسمي في الأسبوع، إلا أن الهجوم وقع يوم السبت الذي يُعد عطلة إدارية.
وفي السياق نفسه، أكد البابا أن التحقيقات الجارية تشمل فحص البيانات الرقمية الخاصة بمنفذ الهجوم، والتثبت مما إذا كان يملك ارتباطًا تنظيميًا مباشرًا مع داعش أو يعتنق فكرًا متطرفًا فقط، إضافة إلى التدقيق في دائرة معارفه وأقاربه. وأشار إلى أنه سيتم اعتماد إجراءات بروتوكولية جديدة تتعلق بالأمن والحماية والتحركات، بالتنسيق بين قيادة التحالف الدولي وقيادة الأمن الداخلي في البادية.
وكان مسؤول عسكري قد أفاد سابقًا بأن إطلاق النار وقع بينما كان ضباط سوريون وأميركيون مجتمعين داخل مقر تابع للأمن السوري في مدينة تدمر التاريخية، فيما قال شاهد عيان إنه سمع إطلاق النار داخل المقر، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وفي السياق ذاته، كشف مسؤول أميركي أن الهجوم وقع خلال اجتماع بين ضابط أميركي ومسؤول في وزارة الداخلية السورية، حيث ظهر مسلح من نافذة وأطلق النار، بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويُذكر أن تنظيم داعش كان قد سيطر على مدينة تدمر في عامي 2015 و2016، في إطار تمدده في البادية السورية، حيث دمّر معالم أثرية بارزة ونفّذ عمليات قتل بحق مدنيين وعسكريين، قبل أن يخسر المنطقة لاحقًا نتيجة هجمات التحالف الدولي، ما أدى إلى انهيار سيطرته الواسعة بحلول عام 2019، رغم استمرار بعض خلاياه بتنفيذ هجمات متفرقة في الصحراء.
وفي هذا الإطار، انضمت دمشق رسميًا إلى التحالف الدولي ضد داعش خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي. وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل أساسي في مناطق سيطرة الأكراد شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تؤكد واشنطن أن وجودها العسكري يتركز على مكافحة داعش.