اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأحد 14 كانون الأول 2025 - 20:04 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

هجوم سيدني وتداعيات الشرق الأوسط… باحث يحذّر من ارتدادات اجتماعية خطيرة

هجوم سيدني وتداعيات الشرق الأوسط… باحث يحذّر من ارتدادات اجتماعية خطيرة

كشف رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أحمد الياسري، من مدينة سيدني، أنّ الحادث الأمني الذي شهدته أستراليا اليوم يعكس بشكل مباشر التأثيرات غير المباشرة للصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أنّ ما جرى يحمل في تداعياته أبعادًا اجتماعية ونفسية مشابهة لما شهدته الساحة الدولية في تشرين الأول 2023.


وأوضح الياسري أنّ الهجوم وقع داخل موقع معروف باستضافته الاحتفالات والفعاليات الخاصة بالجالية اليهودية، وفي ساحة تُعدّ من أبرز المعالم السياحية عالميًا لما تحمله من رمزية فنية وثقافية، وتُستخدم في الأعمال السينمائية والفنية ويقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم، ما جعل استهدافها مفاجئًا وغير متوقع.


وفي لقاء مع موقع “عربي 21”، أشار الياسري إلى أنّ الحادث أثار مخاوف واسعة داخل الجاليتين اليهودية والإسلامية في أستراليا، في ظل قلق متزايد من ردود فعل متطرفة متبادلة، معتبرًا أنّ ما يحدث هو نتيجة مباشرة لتصاعد خطاب الكراهية عالميًا على خلفية الحرب في غزة وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو.


وأضاف أنّ ما جرى يُعدّ نتيجة أساسية لتصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما بعد التحول الكبير الذي شهده الغرب عقب حرب غزة، والتي دفعت حكومات غربية ويسارية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما أعقب ذلك من حالة غضب واسعة، وتخوف متزايد لدى الجاليات المسلمة وكذلك المؤيدة لفلسطين من محاولات ارتدادية متطرفة قد تستهدف أماكنهم ومقارّهم ردًا على هذا الحادث.


وتابع الياسري أنّ الجاليات اليهودية في الخارج تدفع ثمن سياسات نتنياهو وحكومته في غزة، ولا سيما ما يتعلق بسقوط المدنيين ومحاولات تبرير ذلك أمام الرأي العام العالمي، ما جعل هذه الجاليات تعيش حالة قلق من الاستهداف خارج إسرائيل، نتيجة الغضب المتواصل من تلك السياسات والانتهاكات.


وأكد الباحث أنّ الموقع المستهدف سبق أن استضاف في فترات سابقة أنشطة تخص الجالية اليهودية، إلا أنّ أحدًا لم يتوقع أن يكون الهجوم بهذا الحجم أو أن يُحدث هذا القدر من التأثير النفسي داخل المجتمع، سواء على المستوى الواقعي أو عبر الفضاء الافتراضي، مشددًا على أنّ الصدمة لم تقتصر على مكان الحادث فقط.


وبحسب ما أفاد به الياسري، فإنّ عدد الضحايا مرشّح للارتفاع ليقترب من 20 قتيلًا، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، مشيرًا إلى مقتل أحد المهاجمين وتوقيف شخص آخر، فضلًا عن الاشتباه بوجود شخص ثالث في منطقة قريبة يُعتقد أنّه على صلة بالحادث، من دون تأكيد رسمي حتى الآن.


وأوضح أنّ هوية المنفذين لا تزال غير واضحة، ولم يُعرف بعد ما إذا كانوا ينتمون إلى مجموعة منظمة أو تحركوا بشكل فردي، متسائلًا عمّا إذا كان الهجوم مرتبطًا بجماعات متطرفة أو جاء نتيجة استثمار حالة الاستعداء المتصاعدة ضد الإسرائيليين واليهود في العالم خلال الفترة الأخيرة.


وأشار الياسري إلى أنّ الحادث أحدث حالة خوف وقلق داخل الجاليتين اليهودية والإسلامية في أستراليا، حيث تخشى كل منهما من ردود فعل متطرفة متبادلة، مؤكدًا أنّ البلاد شهدت “هزة أمنية كبيرة”، وأنّ التخوف الأكبر يتمثل في انعكاسات ما جرى على النسيج الاجتماعي.


وختم بالتطرق إلى تصاعد خطاب “معاداة السامية” في الغرب، معتبرًا أنّ هذا المصطلح جرى توظيفه سياسيًا خلال العقود الماضية وربطه حصرًا باليهود، رغم أنّه في الأصل مصطلح ثقافي ولغوي، مؤكدًا أنّ ما تشهده الساحة اليوم هو نتاج تراكمات سياسية، في مقدّمها سياسات حكومة بنيامين نتنياهو والحرب في غزة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة